يسوع حبيبى مصممة المنتدى
الجنس :
عدد المساهمات : 576
نقاط : 1520
تاريخ التسجيل : 20/01/2012
الموقع : قلب بابا يسوع
العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
المزاج : معرفش بقي
تعاليق : يا جميع العذارى احببن الطهارة وكونوا سهارى
لكى تصرن بنات لامنا المختاره القديسه مريم
| موضوع: الخطيه من جهة الانسان بقلم قداسة البابا شنودة الإثنين مارس 26, 2012 8:20 pm | |
|
وفى حالة الخطية تتعرض لتلك العبارة المخيفة التي قالها السيد الرب لفاعلى الإثم (إنى لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى) (مت 7: 23) والعجيب أنه قال هذه العبارة لأشخاص قالوا (يا رب، أليس تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسم صنعنا قوات كثيرة)..! أمر مؤلم، أن يتبرأ الرب من معرفتنا!! نفس العبارة قالها للعذارى الجاهلات (الحق أقول لكن إنى لا أعرفكن) (مت 25: 12) وأغلق الباب، وبقيت هؤلاء خارجا، منفصلات عن القديسات اللائى حضرن العرس.. الخطية فساد للطبيعة البشرية. تصورا حالة آدم وحواء قبل السقوط، البراءة العجيبة، والبساطة والنقاوة.. ولكن الخطية غيرت القلب، وغيرت النظرة (رأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر) (تك 3: 6) وكانت أمامها الشجرة من قبل، ولكن لم تكن تنظر إليها هكذا (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. الخطية غيرت النظرة، وأوجدت الشهوة ففسدت الطبيعة.. دخل الإنسان في ثنائية الخير والشر، والحلال والحرام، وفقد بساطته، وعرف شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة (1يو 2: 16) وأصبح (الجسد يشتهى ضد الروح والروح تشتهى ضد الجسد، ويقاوم أحدهما الآخر) (غل 5: 7). صدقنى، حتى ملامح الوجه تتغير بالخطية.
نوع النظرة، والإبتسامة، ولهجة الصوت، وشكل الإنسان جملة يتغير.. حتى أن الرسول ينصحنا فيقول (تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم) (رو 12: 2) فإن عاش صديق لك في الخطية، ورأيته بعد مدة، تكاد تقول: ليس هذا هو الإنسان الذي كنت أعرفه من قبل. الآن كل شئ فيه قد تغير.. حتى ملامحه!! الخطية هى هزيمة وسقوط وضعف.
مهما ظن الخاطئ أنه نال من العالم شيئا. إن شاول الملك لم يكن قويا وهو يطارد داود من برية إلى برية. بل كان مهزوما من ذاته ومن غيرته. وأخيرا أحس بهزيمته، فرفع صوته وبكى . وقال لداود (أنت أبر منى، لأنك جازيتنى خيرا، وأنا جازيتك شرا) (1صم 24: 16، 17) الإنسان الخاطئ إنسان ضعيف، لم يستطع أن يقاوم الخطية. فغلبه الشر، وغلبته شهوته فسقط وانهزم أمامها. وأصبح غير مستحق لوعود الله للغالبين، كما ذكرها الرب في رسالته للكنائس السبع (رؤ 2: 3) إنه إنسان مهزوم، ليس فقط من الخطية التي تحاربه من الخارج، بل بالأكثر من الخطية التي تسكن في أعماقه. أخيرا، الخطية هى موت.
لست أجد في وصفها أروع من قول الرب لراعى كنيسة ساردس (إن لك إسما أنك حى، وأنت ميت) (رؤ 3: 1) وهكذا قال الآب عن توبة إبنه الضال (إبنى هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد) (لو 15: 24).
| |
|