منتديات يسوع حبيبى
سلام ونعمه
نتمنى مشاركتك معنا واخذ بركة خدمتك وتسجيلك معانا
لا تنسي عند تسجيلك بالمنتدى سوف تصلك رساله على اميل الياهو
الرجاء الدخول اليها لتفعيل الاشتراك
منتديات يسوع حبيبى
سلام ونعمه
نتمنى مشاركتك معنا واخذ بركة خدمتك وتسجيلك معانا
لا تنسي عند تسجيلك بالمنتدى سوف تصلك رساله على اميل الياهو
الرجاء الدخول اليها لتفعيل الاشتراك
منتديات يسوع حبيبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات يسوع حبيبى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المزمور المائه والتاسع عشر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صرخه من الاعماق
نائبة المدير
نائبة المدير
صرخه من الاعماق


الجنس : انثى

عدد المساهمات : 401

نقاط : 1001

تاريخ التسجيل : 20/01/2012

العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الثوره كانت للحريه

المزاج المزاج : علي حسب المود بقي

تعاليق : ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟؟؟


المزمور المائه والتاسع عشر Empty
مُساهمةموضوع: المزمور المائه والتاسع عشر   المزمور المائه والتاسع عشر Emptyالسبت مارس 17, 2012 11:12 am

المزمور المائه والتاسع عشر

مضمون المزمور:

إن هذا المزمور ينقسم إلى مئة وستة وسبعون عددا ، كل
ثمانية أعداد تنسب إلى حرف من أحرف الهجاء فى اللغة العبرانية [ أى أبجد
هوز .....الخ ] . التى عددها أثنان وعشرون حرفا وسبب ذلك أن أحرف الهجاء فى
كل لغة هى إبتداء تعليم القراءة وهذا المزمور أيضا يتضمن ابتداء التعليم
الذى يفيد ما يأتى من مناقب وتقويمات رجال الله وابراره الذين أستناروا
منها . ‎
قيل عن هذا المزمور :
هذا المزمورهو " اطول اصحاح " فى الكتاب المقدس ..
ولم يجد له المفسرون اية علاقة باية مناسبة للآمة اليهودية , وانما هو
تمجيد بحت لوصية الله , يكشف عن مدى كرامتها وسموها ونفعها , ويعلن عن
التلذذ بناموس الرب .. فكل اعداد هذا المزمور تدور فى هذا الفلك , عدا
عددين هما " 122، 132 " فلا يتحدثان عن كلمة الله ..
وهذا المزمور منصوص فى شكل صلاة ، لهج بها داود النبى نهاره وليله ، وكانت كلمة الله فيها هى مركز تفكيره واهتمامه وحبه ..
ويقسم المفسرون سفر المزامير الى خمسة اقسام , تقابل اسفار موسى الخمسة ,
ويقابل هذا المزمور سفر التثنية ، الذى هو سفر الوصايا ، او سفر الكلمة
الالهية ..
ويقسم داود النبى البشرية فى هذا المزمور الى صنفين :-
1 - الآتقياء : وهم الذين يرتبطون بكلمة الله لكى يصلوا الى ادراك ارادة الله ويتمموها ..
2 - الاشرار : وهم الذين يرفضون كلمة الله ويقاومونها ...
وهذا المزمور هو انشودة تتمتع فيها النفس بكلمة الله .. ولذلك يحتل مركز
الصدارة فى صلاة نصف الليل ، فى وقت انتظار العريس السماوى .. وكأن الكنيسة
بعد اجهاد طول النهار وتعب الليل ، تتعزى به حتى يأتى العريس ويأخذها الى
شركة مجده ...
يقول القديس أوغسطينوس " هذا المزمور عميق جدا ، لا استطيع الوصول الى عمقه
، ومع هذا فهو لايحتاج الى مفسر وانما يحتاج الى من يقرأه ومن يسمعه "...
ويتميز هذا المزمور بأنه :
أولا : مدرسة صلاة
حيث يكشف عن حياة الصلاة من خلال واقع حى عاشه المرتل ...
وفيه تتضح وحدة الانسان , فيشترك الجسد مع النفس , والقلب مع الفم , فيتحول
الكيان كله الى قيثارة متنوعة الانغام تعزف سيمفونية حب من خلال الصلاة
والطاعة ..
فتارة يقول المرتل : اخفيت اقوالك فى قلبى فلا تبعدنى عن وصاياك " 10 " ...
امل قلبى الى شهاداتك " 34 " ....
صرخت من كل قلبة فأستجب لى " 145 " ....
وتارة يقول : تفيض شفتاى السبح اذا ما علمتنى حقوقك .. ينطق لسانى بأقوالك "171" ...
ونلاحظ ان المرتل يرفع قلبه للصلاة فى كل نسمة من نسمات حياته :
لى كل حين " 20 " ...
وطول النهار " 97 " ...
سبع مرات فى النهار " 164 " ...
وفى الليل " 55 " ...
ويناجى الثالوث القدوس : الاب " 73 , 90 " ..
والابن " 176 " ...
والروح القدس " 131 " ...
ثانيا : وبأنه مزمور تعليمى
يقول القديس يوحنا فم الذهب تعليقا عليه :
" دع الفم يرنم ، والعقل يتهذب ، فهذا ليس بالامر القليل .. فما ان نعلم
اللسان التسبيح حتى تخجل النفس من ان تسلك طريقا مضادا لما تسبح به " ...
ويقول القديس البابا اثناسيوس عنه :
يصف هذا المزمور منهج حياة القديسين :
+ المحاربات والالام والتجارب والهجمات الشيطانية .
+ اسلحة الغلبة " الناموس والتعليم والصبر والعون الاتى من السماء " .
+ مكافأة الاتعاب والاكليل .
[ أ : 1 – 8 ]
1 طوبى للكاملين طريقا السالكين في شريعة الرب‎.
2 ‎‎طوبى لحافظي شهاداته.من كل قلوبهم يطلبونه‎.
+ الذى يحفظ شهادات الله كما يجب حتما يطلب الله من كل قلبه لأنه لا يستطيع
يحفظ الوصية إلا من يحبه لذا قال المسيح [ من يحبنى يحفظ وصاياى ] ( يو 14
: 15 ) .
3 ‎‎ايضا لا يرتكبون اثما.في طرقه يسلكون‎.
4 ‎‎انت اوصيت بوصاياك ان تحفظ تماما‎
+ إن الأثم هو طريق مؤدى إلى الهلاك . الوصية دائما تعمل على تنقية الإنسان
وتطهيره وحمايته من نفسه ومن ضعفاته وقصوره لأنها كلام الرب ولقد قال الرب
لتلاميذه أنتم الآن أنقياء بسبب الكلام الذى كلمتكم به ( يو 5 : 3 ) ، حفظ
الوصية اعتبره المسيح دليل قوى على المحبة فيقول [ إن كنتم تحبوننى
فأحفظوا وصاياى ] ( يو 14 : 15 )
ويقول أيضا [ الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى ... الذى لا يحبنى لا يحفظ كلامى ] ( يو 14 : 21 ، 24 ) ..
5 ‎‎ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك‎.
+ إن النبى بقوله [ ليت طرقى ] يعلمنا أن حفظ حقوق الله هو أمر مغبوط .
فسبيلنا أن نكسب هذه النعمة ولا نكون متكلين على طاقتنا وقدراتنا بل نطلب
المعونة من الله .
6 ‎‎حينئذ لا اخزى اذا نظرت الى كل وصاياك‎.
7 ‎‎احمدك باستقامة قلب عند تعلمي احكام عدلك‎.
+ حقا يارب أن الذى يتعلم أحكام عدلك واجب عليه أن يحمدك بأستقامة قلب عرفانا بالجميل لأن أحكام الرب نور وطريق وحياة .....
8 ‎‎وصاياك احفظ.لا تتركني الى الغاية‎
+ كما ترك إسرائيل فى السبى كعقاب للخطية .
انظر : ( إش 49 : 14 ) " وقالت صهيون قد تركنى الرب وسيدى نسينى "
وأيضا ( إش 54 : 7 ) : " لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك " .
وأيضا ( تث 31 : 17 ) " فيشتعل غضبى عليه فى ذلك اليوم وأتركه وأحجب وجهى
عنه فيكون مأكلة وتصيبه شرور كثيرة وشدائد حتى يقول فى ذلك اليوم : أما لأن
إلهى ليس فى وسطى أصابتنى هذه الشرور ؟ "

[ ب : 9 – 16 ]
9 ‎‎ بم يزكي الشاب طريقه.بحفظه اياه حسب كلامك‎.
الشاب : هو الذى يحتاج جدا أن يحفظ نفسه طاهرا من الخطية .
انظر ( مز 34 : 11 – 14 ) : " هلم أيها البنون استمعوا إلى فأعلمكم مخافة
الرب . من هو الإنسان الذى يهوى الحياة ويحب كثرة الأيام ليرى خيرا . صن
لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش . حد عن الشر واصنع الخير اطلب
السلامة واسع وراءها "
ونجد أن معظم فى سفر الأمثال تأتى هكذا : " يا ابنى " .
10 ‎‎بكل قلبي طلبتك.لا تضلني عن وصاياك‎.
+ لا تدعنى أخطىء بسبب جهلى أو لعدم انتباهى ، فقصدى صالح ولكن معرفتى ناقصة وقوتى ضعيفة .
11 ‎‎خبأت كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك‎.
+ أى اكتنزت كلامك فى قلبى أو خزنته ، كحارس ضد الخطية
انظر ( أى 23 : 12 ) : " من وصية شفتيه لم أبرح . أكثر من فريضتى ذخرت كلام فيه "
وأيضا انظر : ( أم 2 : 1 ، أم 7 : 1 ) وأيضا إر 31 : 33 ) .
12 ‎‎مبارك انت يا رب.علمني فرائضك‎.
+ الأعتراف بضرورة عبادة الله هو مقدمة متقنة جدا للصلاة لمزيد من التعليم ( عدد 7 ) .
13 ‎‎بشفتيّ حسبت كل احكام فمك‎.
+ الإسرائيلى المؤمن لا يكتنز إرادة الله فى قلبه فقط ولكن يتكلم بها
انظر ( تث 6 : 7 ) : " وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس فى بيتك وحين تمشى فى الطريق وحين تنام وحين تقوم " .
14 ‎‎بطريق شهاداتك فرحت كما على كل الغنى‎.
+ حتى يستخدم كنزه فيما للصلاح من أجل الآخرين
انظر ( مت 12 : 35 ) : " الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى قلبه يخرج الصالحات . والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور "
15 ‎‎بوصاياك الهج والاحظ سبلك‎.
16 ‎‎بفرائضك اتلذذ.لا انسى كلامك‎
+ هنا " سبل " هى كلمة تستخدم فى شعر المزامير وترادف " طريق " وهى فى الأعداد ( 9 ، 101 ، 104 ، 128 ) .
+ بعد أن اختبر المرنم كلام الرب وعرف أنه مفرح جدا أكثر من كل غنى ومجد
عالمى بدأ يلهج بوصاياه – واللهج هو الولوع بها بفرح ومثابرة – لدرجة أنها
صارت لذة عنده يتلذذ بها ولا يستطيع أن ينساها .

[ ج : 17 – 24 ]
17 ‎‎ احسن الى عبدك فاحيا واحفظ امرك‎.
+ عاملنى يارب بكرمك .
انظر ( مز 13 : 6 ) : " أغنى للرب لأنه أحسن إلى "
وأيضا ( مز 116 : 7 ) : " أرجعى يا نفسى إلى راحتك لأن الرب قد أحسن إليك "
وأيضا ( مز 142 : 7 ) : " أخرج من الحبس نفسى لتحميد اسمك . الصديقون يكتنفوننى لأنك تحسن إلى " .
" أحفظ أمرك " : أحفظ كلمتك . صاحب المزمور يشتهى حياة دائمة لأنها أساسا توفر له الفرصة لإظهار طاعة مستمرة .
انظر ( مز 118 : 17 ) : " لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمال الرب " .
18 ‎‎اكشف عن عينيّ فارى عجائب من شريعتك‎.
+ النظر العادى بالعينين غير قادر أن يدرك الأسرار " العجائب " التى للأستعلانات الإلهية ، لهذا هو يصلى لكى يرفع الحجاب عن عينيه
انظر ( 2 مل 6 : 17 ) : " وصلى أليشع وقال يارب افتح عينيه فيبصر "
وأيضا ( أف 1 : 17 ، 18 ) : " كى يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح ، أبو المجد ،
روح الحكمة والأعلان فى معرفته ، مستنيرة عيون أذهانكم ، لتعلموا ما هو
رجاء دعوته ، وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين " .
19 ‎‎غريب انا في الارض.لا تخف عني وصاياك‎.
+ كغريب ساكن تحت الحماية فى مدينة ليست له يحتاج أن يتعلم فى ناموس هذه
الأرض حتى لا يغضب صاحبها . ومثل هذا الغريب هو صاحب هذا المزمور على الأرض
فهو يصلى إلى الله رب الأرض ليمنحه معرفة كاملة بكل تحذيراته ، وهو حياته
قصيرة وزمنية وسيفنى فهو يصنع كل جهده أن يعيش بحسب حق الحياة .
انظر : ( مز 39 : 12 ) : " استمع صلاتى يارب واصغ إلى صراخى . لا تسكت عن دموعى . لأنى أنا غريب عندك . نزيل مثل جميع آبائى " .

20 ‎‎انسحقت نفسي شوقا الى احكامك في كل حين‎.
+ توسل لكى يسمع استجابة لصلاته ( 19 ) ونفسه قد انسحقت بزيادة وقد فنت من
الأشتهاء إلى معرفة كاملة لأحكام الله ، أى استعلان إرادته بتأكيد .
21 ‎‎انتهرت المتكبرين الملاعين الضالين عن وصاياك‎.
+ أكثر الخطايا التى يكرهها الله ويقاومها هى خطية الكبرياء " يقاوم الله
المتكبرين ويعطى المتواضعين نعمة " ( يع 4 : 6 ، 1 بط 5 : 5 ) والسبب فى
ذلك كما يقول ابن سيراخ ( الكبرياء ينبوع كل خطية ) ( ابن سيراخ 10 : 15 ) .

22 ‎‎دحرج عني العار والاهانة لاني حفظت شهاداتك‎.
+ إن العار والأهانة يكونان من الناس ومن الله . فالذى من الناس هو نوعان
الأول الذى يصير من الأشرار على الأبرار والثانى من الأشرار على الأشرار
أمثالهم . وأما الذى من الله يكون يوم الدينونة لغير التائبين . فالنبى
يطلب دحرجة العار الذى من الجميع .
23 ‎‎جلس ايضا رؤساء تقاولوا عليّ.اما عبدك فيناجي بفرائضك‎.
+ إن رؤساء هذا العالم يعيرون عبيد الله ويغتابونهم ويتقولون عليهم . ولكن
هم لا يبالون بذلك ، بل يهتمون مواظبين على دراسة حقوق الله .
24 ‎‎ايضا شهاداتك هي لذّتي اهل مشورتي‎
+ دراسة نواميس الله والتفكير بحقوقه تنير عقل الذى يهتم بها وتنجيه من مؤامرة واغتيال الأشرار .

[ د : 25 – 32 ] .
25 لصقت بالتراب نفسي فاحيني حسب كلمتك‎.
+ إن الذى يصنع وصايا الله تلصق به نفسه . وأما الذى يخالفها تلصق بالتراب
وتتمرغ بالأرضيات وتكون ترابية كذلك قد كتب فى سفر التثنية :" تتقى الرب
إلهك لتسلك فى طرقه وتحبه وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك وتحفظ
وصايا الرب وفرائضه التى أنا أوصيك بها ... الرب إلهك تتقى . إياه تعبد وبه
تلتصق " ( تث 10 : 12 ، 13 ، 20 ) فالنبى يعترف الآن متواضعا بما وقع منه
من خطأ ويقول إنى بمخالفتى وصاياك قد أذنبت ولصقت بالتراب نفسى وقبض الموت
على من مفارقتك وبعدك أيها المحيى ولكن الآن أنا تائب فأحيينى عاملا بما
قلت أنك تغفر للتائبين ولا تشاء موت الخاطىء .
26 ‎‎قد صرّحت بطرقي فاستجبت لي.علمني فرائضك‎.
27 ‎‎طريق وصاياك فهمني فاناجي بعجائبك‎.
+ التصريح بالطرق هو الأعتراف وكشف الداخل أمام الله ومن وكله على أسراره – أى الكاهن – والأعتراف يكون كالآتى :
أ – تعديات : هى الخطايا السلبية التى صنعها بالفعل أو بالفكر .
ب – تقصيرات : هى الخطايا الإيجابية كالتقصير فى الصلاة وفى الصوم أو فى أى شىء من الوسائط الروحية .
ج – مطلوبات : هى ماذا يريد أن يفعل وهل يوافق أب الأعتراف أم لا هل تفيده هذه الأمور أم العكس .

28 ‎‎قطرت نفسي من الحزن.اقمني حسب كلامك‎.
+ كلمة ( قطرت ) تعنى الأسترخاء والأسترخاء بما أنه بداية النوم فقد شبه به
النبى بداية الخطية لأنها بدفعها وصدمتها تدخل الفكر وتمل النفس وتضجرها
وتكسلها من عمل الصلاح . ولكن الذى يشدد ضعفها وارتخائها هو دراسة أقوال
الله .
29 ‎‎طريق الكذب ابعد عني وبشريعتك ارحمني‎.
+ قال القديسون وعلماء اللاهوت لا يجوز ارتكاب الكذب ولو صار علة لخلاص
العالم كله من غضب الله . لأنه الأشياء التى قال الحكيم عنها أن الله
يبغضها ثانيها اللسان الكذوب ( أم 20 : 16 ) .
30 ‎‎اخترت طريق الحق.جعلت احكامك قدامي‎.
31 ‎‎لصقت بشهاداتك.يا رب لا تخزني‎.
+ بعد أن طلب النبى من الله أن يبعده عن طريق الكذب قال اخترت طريق الحق
لأنه شىء طبيعى أن الذى يكره الكذب يحب الحق والذى يريد أن يسير فى الحق
لابد أن يجعل أحكام الرب قادمة لأن وصاياه هى حق ( مز 119 : 151 ) وتعلم
الحق .
32 ‎‎في طريق وصاياك اجري لانك ترحب قلبي‎
+ طريق وصايا الله ضيقة وكربة ولكن الذى يسير فيها بأمانة يصبح قلبه رحبا
وواسعا لأنه مسكن للآب والأبن والروح القدس . فيسلكها جاريا بقلب واسع وأما
الأشرار فطريق مساؤهم واسعة وأما قلوبهم ضيقة لأن الله ليس له مسكن فيها
لأنهم مشغولين بشهوات العالم وملذاته .

[ هـ : 33 – 40 ]
33 علّمني يا رب طريق فرائضك فاحفظها الى النهاية‎.
34 ‎‎فهمني فالاحظ شريعتك واحفظها بكل قلبي‎.
+ بهذا يعلمنا النبى أن طريق فرائض الله تحتاج إلى تعليم من الله وإلى تفحص
من الناس كقوله ( فأحفظها إلى النهاية ) وأن طلبه لا يكون لمدة قليلة ، بل
كل حين . وحتى طول حياته . لأنه أن كان التفحص يصير بإلهام الله . فكم
بالحرى فى تعلمه وحفظه يحتاج إلى إلهام وفهم من الله ؟!
35 ‎‎دربني في سبيل وصاياك لاني به سررت‎.
+ إن سبيل وصايا الله هى الأعمال الصالحة . وقد دعاها النبى [ سبيلا ]
لأنها مسلوكة وواضحة التى سلكها جمع كثير من آبائنا . فإذا كل من يهواها ،
يهديه إليها ربنا يسوع المسيح .
36 ‎‎أمل قلبي الى شهاداتك لا الى المكسب‎.
37 ‎‎حول عينيّ عن النظر الى الباطل.في طريقك احيني‎.
+ يقول القديس أغسطينوس أن جرثومة كل بلايانا هى البخل والأستكثار . ( وقد
يفهم بلفظ استكثار كل اشتياق منحرف ] فالذى أسقط أبوينا الأولين عن حالهما
السعيدة هو أنهما طلبا أن يكون أعظم مما صنعهما الله . وأشتهيا أن يحصلا
على أكثر مما أعطاهما باريهما .
38 ‎‎أقم لعبدك قولك الذي لمتقيك‎.
+ كلمة ( متقيك ) تعنى خائفيك . فالخوف نوعان : خوف العبد المذنب من عذاب
سيده ولكن هذا الخوف غير كامل . وخوف الصديق بأن لا يحيد عن محبة صديقه
وهذا الخوف هو للكاملين . فالنبى إذا يطلب من الله خوف النوع الثانى ليثبت
فيه وفى قلبه قول الله لئلا يزعزعه أضطراب العالم .
39 ‎‎أزل عاري الذي حذرت منه لان احكامك طيبة‎.
+ إن العار نوعان ، نوع هو الذى يعيرنا به غير المؤمنين من أجل المسيح
إلهنا ولكن هذا لا نكرهه ، بل ينبغى حصوله . لأنه ينتج لنا مجدا وكرامة (
إن تألمتم من أجل البر فطوباكم ) ( 2 بط 3 : 14 ) ، ونوع آخر وهو العار
الذى يلحقنا من أجل ذنوبنا ولا سيما ذاك العار المزمع أن يكون لغير
التائبين فى يوم الدينونة . فهذا نحذره ونطلب من الله إزالته بأحكامه
الصالحة التى قضت المغفرة للتائبين .
40 ‎‎هانذا قد اشتهيت وصاياك.بعدلك احيني‎
+ إن عدل الله كقول الرسول هو ربنا يسوع المسيح . فالذى يحفظ وصايا الله بإشتهاء ذاك .
+ هنا يطلب النبى المكافأة وكأنه يقول إنى أشتهيت وصاياك هذا من جانبى فمن
جانبك أنت يا الله بعدلك أى ببرك – أحينى – حتى وإن كنت أنا عملت شىء ولكن
عملى لا يساوى شىء بل كل أعمالنا كخرقة الطامث ولكن الحياة التى تعطيها لنا
هى عطية من عندك فببرك أحينى .
[ و : 41 – 48 ]
41 ‎‎ لتأتني رحمتك يا رب خلاصك حسب قولك‎
42 ‎‎فأجاوب معيّري كلمة.لاني اتكلت على كلامك‎.
+ إن رحمة وخلاصا هو ربنا يسوع المسيح الذى لكثرة رحمته تجسد لكى ما يصنع خلاصا لجنس البشر .
+ مرات كثيرة يشكو داود من المعيرين له ففى مرة يقول : " صارت لى دموعى
خبزا نهارا وليلا إذ قيل لى كل يوم أين إلهك . هذه أذكرها فأسكب نفسى على .
لماذا أذهب حزينا من مضايقة العدو . بسحق فى عظامى عيرنى مضايقى بقولهم لى
كل يوم أين إلهك " ( مز 42 : 3 ) .
فى هذه المرة يقول أعطنى كلمة لكى أجاوب بها معيرى لأنى اتكلت على كلامك ،
أعطنى براهين واضحة لخلاصك العجيب وأنك ستخلص المتكلين عليك حسب وعدك
القائل : " تعلق بى أنجيه أرفعه لأنه عرف أسمى ، يدعونى فأستجيب له معه أنا
فى الضيق أنقذه وأمجده من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصى " ( مز 91 : 14 –
16 ) .
43 ‎‎ولا تنزع من فمي كلام الحق كل النزع لاني انتظرت احكامك‎.
44 ‎‎فاحفظ شريعتك دائما الى الدهر والابد‎.
+ إن شريعة الله قد حفظها الأسرائيليون أولا بالرموز والرسوم الظلية وأما
الآن فنحفظها – نحن المسيحيون – بماهيتها وحقيقتها . ولم نزل حافظينها من
دهر إلى دهر لأن السماء والأرض تزولان وأما أقوال الله فلا يزول منها حرف
أو نقطة .
45 ‎‎واتمشى في رحب لاني طلبت وصاياك‎.
46 ‎‎واتكلم بشهاداتك قدام ملوك ولا اخزى‎
+ الشىء الذى يخزى حقا هو الخطية " لأن من يفعل الخطية هو عبد للخطية لكن
إن حرركم الأبن فبالحقيقة تصيرون أحرارا " ( يو 8 : 36 ) لا يستطيع أحد أن
يستعبدكم لشىء ولا يخيفكم بشىء . لأن الملوك والولاة بل وحتى الشيطان لهم
أن يقتلوا الجسد فقط وبسماح من الله وليس لهم أكثر ( مت 10 : 28 ) فإن كانت
الروح لا يستطيع أحد أن يميتها فلماذا أخاف . إنى أتكلم بشهادات الرب
بشجاعة قدام الملوك ولا أخزى .
47 ‎‎واتلذذ بوصاياك التي احببت‎.
48 ‎‎وارفع يديّ الى وصاياك التي وددت واناجي بفرائضك‎
+ دائما الشىء الذى يحبه الإنسان يتلذذ به فالذى يحب الخطية يتلذذ بها وإن كانت لذة وقتية .
والذى يحب الله فإنه يتلذذ به ولا يريد أن وصاياه تفارقه لحظة واحدة بل يلهج بها نهارا وليلا


[ ز : 49 – 56 ]
49 اذكر لعبدك القول الذي جعلتني انتظره‎.
في هذه الآية، يذكر المرنم أن كلمة الله، هي رجاؤه. وهنا يجب أن نذكر أن
الرجاء في الكتاب المقدس، لا علاقة له بالتفاؤل، أو رغبة القلب في أن يرى
كل شيء في صورة جميلة، لأن القلب البشري كثيراً ما يخطئ.
مع أن الرجاء يكون في البداية صغيراً، إلا أنه لا يخزي. لأنه بذرة سماوية،
ألقيت في قلب الإنسان، ولا يمكن أن تموت. لأنها موضوع لاهتمام الزارع
الإلهي، الذي يتعهدها بالعناية التامة، في كل مراحل نموها.
والرجاء يولد في الإنسان، لكي يغلب. ولكن قبل أن يكلل، يجب أن يكمل نموه في
تربة الضيقات وفي مجابهة رياح المقاومات الأشد قساوة. لأن التعرض للكرب
والصعوبات تفرض عليه أن تتقوى أصوله. والمعروف بالخبرة أن وقوف الرجاء في
الظلمة الأكثر حلكة يجعله يلمع بالنقاوة، أكثر فأكثر إلى النهار الكامل.
50 هذه هى تعزيتى فى مذلتى . لأن قولك أحيانى
51 ‎‎المتكبرون استهزأوا بي الى الغاية.عن شريعتك لم امل‎.
52 ‎‎تذكرت احكامك منذ الدهر يا رب فتعزيت‎.
+ هنا يحدثنا رجل الله كيف صارت كلمة الله ليس رجاؤه فحسب بل أيضاً تعزيته
في وسط متاعبه وآلامه الكثيرة. لأن الذين دعاهم بالمتكبرين لم يتركوه
وشأنه، بل حاولوا إلحاق الأذى به. ولكنه تحمل المضاضة والمقاومات إكراماً
للرب الذي عزاه بكلمته.
53 ‎‎الحمية اخذتني بسبب الاشرار تاركي شريعتك‎.
54 ‎‎ترنيمات صارت لي فرائضك في بيت غربتي‎.
55 ‎‎ذكرت في الليل اسمك يا رب وحفظت شريعتك‎.
56 ‎‎هذا صار لي لاني حفظت وصاياك‎
+ إلا أن رجل الله أخذته الحمية والغضب، بسبب ترك أولئك الأشرار شريعة
الله. من المسلم به أن الغضب انفعال طبيعي وليس هو بالخير وقد قال الرسول
يعقوب إن الغضب لا يصنع بر الله (يعقوب 1: 19) وينبغي أن تعترف بأن الغضب
الطبيعي من شر العادات، وهو يدل على وجود الأنانية. إلا أن هناك غضب ينشأ
عن الانفعال انتصاراً للحق. ففي مثل هذه الأحوال لا يكون الغضب شراً. فغضب
المرنم، كان من هذا النوع، ناشئ عن غيرته على شريعة الرب، بحيث لم يكن في
وسعه أن يبقى حيادياً.

[ ح : 57 – 64 ]
57 ‎‎ نصيبي الرب قلت لحفظ كلامك‎.
+ ( نصيب الرب ) هو ملكوت السموات لأنه سوف يقسمها للشعوب فى يوم الدينونة
ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ويدخل الخراف إلى الملكوت والجداء
يرسلهم إلى النار الأبدية . فقد اتضح أن قسمة الرب ونصيبه هم الخراف ، لأجل
ذلك كل من يفكر بقسمته يحفظ وصاياه .
58 ‎‎ترضيت وجهك بكل قلبي.ارحمني حسب قولك‎.
+ وجه الله هو إبنه . كقول الرسول هو بهاء مجده وصورة جوهره ( عب 1 : 2 )
ونحن المسيحيين نتوسل إلى الله بكل قلوبنا وبطهارة لأن أنقياء القلب
يعاينون الله ويلتمسون منه الرحمة ( حسب قوله ) أى حسب وعده .
59 ‎‎تفكرت في طرقي ورددت قدمي الى شهاداتك‎.
+ أعنى أنى دائما أتفكر بأعمالك يارب وأرتب سيرتى حسب وصاياك المشهود بحقيقتها وصدقها للذين يتفكرون بها .
60 ‎‎اسرعت ولم اتوان لحفظ وصاياك‎.
+ إنى لم أحفظ وصاياك برخاوة لأنه مكتوب " ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة "
( إر 48 : 10 ) ولكن أنا من شدة حبى لك أسرعت ولم أتوان لحفظ وصاياك .
61 ‎‎حبال الاشرار التفت عليّ.اما شريعتك فلم انسها‎.
+ إن حبال الأشرار هى اضطهاداتهم واغتيالاتهم للصديقين . وأيضا الأفكار الشريرة التى تربط الشياطين بها أنفس البشر .
فإن كانت الضيقات كثيرا ما تجعل الإنسان ينسى أقوالك وشريعتك ويشك فى وعودك
لضعفه أما أنا يا الله فأثق فى شريعتك وأؤمن بكل ما تكلمت به فمن أجل ذلك
لن أتخلى عنها ولن أنساها قط مهما أشتدت الضيقات ولو حتى التفت بى من كل
جهة كما يلتف الحبل . فأنا منتظرك ومتعلق بشريعتك .
62 ‎‎في منتصف الليل اقوم لاحمدك على احكام برك‎.
+ على هذا فإننا نحن المسيحيين نتلوا صلاة نصف الليل لأن الختن ( العريس )
المذكور فى الإنجيل قد جاء للعذارى فى نصف الليل وأدخلهن إلى الخدر السمائى
. وأما معنى القول أن هذا العمر هو مثل الليل المظلم والرب يأتينا فى وقت
وفى ساعة لا نعرفها ، فسبيلنا إذا أن نكون مستيقظين ومنتظرين حضوره بمصابيح
الطهارة والرحمة ولا نغفل لئلا نلبث خارج ملكوت الله . لأجل هذا أيضا بولس
وسيلا الرسولان كانا يصليان نصف الليل وهما فى السجن .
63 ‎‎رفيق انا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك‎.
+ إن النبى لأجل تواضعه لم يقل أنه من جملة أتقياء الله وحافظى وصاياه ، بل قال أنه شريكههم ورفيقهم !!
64 ‎‎رحمتك يا رب قد ملأت الارض.علّمني فرائضك‎
+ إن قوله ( رحمتك يارب قد ملأت الأرض ) لأنه يشرق شمسه على الصديقين والخطاة ويمطر على الأبرار والأشرار .
+ أى مكان يذهب إليه الإنسان يجد هناك فضائل سيده ورحمته .

[ ط : 65 – 72 ]
65 ‎‎خيرا صنعت مع عبدك يا رب حسب كلامك‎.
+ إن الله له لطف وصرامة كما قال الرسول بولس " فهوذا لطف الله وصرامته .
أما الصرامة فعلى الذين سقطوا . وأما اللطف فلك إن ثبت فى اللطف وإلا فأنت
أيضا ستقطع " ( رو 11 : 22 ) .
+ هنا تذكر النبى ما صنعه الله معه فى مدة حياته وكيف أن الله – حتى بعد
مماته – قد وعده " أن من نسلك سيجلس على كرسيك ويأمن بيتك ومملكتك إلى
الأبد أمامك . كرسيك يكون ثابتا إلى الأبد " ( 2 صم 7 : 16 ) . ففرح داود
وجلس أمام الرب وكأنه يقول خيرا صنعت مع عبدك إذ أنك تكلمت ليس من أجل عبدك
فقط بل من أجل بيت عبدك إلى زمان طويل ( 2 صم 7 : 19 ) .
66 ‎‎ذوقا صالحا ومعرفة علمني لاني بوصاياك آمنت‎.
+ إن النبى يقول ( ذوقا ) عن الفضيلة العملية وأما ( معرفة ) عن الفضيلة النظرية فالذى يعبد الله يحتاج إلى كليهما .
67 ‎‎قبل ان أذلل انا ضللت.اما الآن فحفظت قولك‎.
+ إنه لأجل خطية سالفة منا يذلنا الله بتأديبه فنتواضع له خاضعين ونمنتع عن الإثم ونحفظ قوله من الوقوع ثانيا .
68 ‎‎صالح انت ومحسن علمني فرائضك‎.
69 ‎‎المتكبرون قد لفقوا عليّ كذبا.اما انا فبكل قلبي احفظ وصاياك‎.
+ إن الصديق على مقدار نجاحه وإرتقائه إلى أعلى رتبة من الله لأزدياد
فضائله . تكثر عليه وتتزايد ضيقات المتكبرين من الأبالسة والبشر . ولكنه لا
يزال يحفظ وصايا الله ولا يحيد عنها وعن عملها بكل قلبه .
70 ‎‎سمن مثل الشحم قلبهم.اما انا فبشريعتك اتلذذ‎.
+ ( سمن مثل الشحم قلبهم ) معناه أن المستكبرين قد أخصبوا وتنعموا وأما أنا فتنعمى ولذتى هو حفظ ناموسك .
+ فى الترجمة السبعينية ( جمدت مثل اللبن قلوبهم ) أى أن قلوبهم كانت طرية
ولذيذة مثل اللبن قبل التصلب والأستكبار ولكن بعد ما تكبروا جفت وقست مثل
الجبن وصارت لهم الكبرياء بمنزلة مجبنة تجبن قلوبهم .
71 ‎‎خير لي اني تذللت لكي اتعلم فرائضك‎.
72 ‎‎شريعة فمك خير لي من الوف ذهب وفضة‎
+ هذا القول هو موافق لما قاله الرسول بولس " لذلك أسر بالضعفات والشتائم
والضرورات والأضطهادات لأجل المسيح " ( 2 كو 12 : 10 ) لأن بهذه يتعلم
الصديقون فرائض الله .
+ يقول النبى أن ناموسك الذى نطقته بفمك – أعنى به الإنجيل الطاهر – هو
عندى أغلى من الذهب والفضة وكل أمجاد العالم وغناه . لأن أموال الدنيا تزيد
الطمع والأستكثار ولا تنفع مالكها وأما انجيلك المقدس يارب يعلمنا القناعة
وعدم الأهتمام بالغد .

[ ى : 73 – 80 ]
73 ‎‎ يداك صنعتاني وانشأتاني.فهمني فاتعلّم وصاياك‎.
+ يعترف النبى بأنه صنعة يدى الرب ولأجل ذلك يطلب أن يعلمه ناموسه وكل من
يؤمن بوجود الله يتعلم البر وأحكامه العادلة . وهذا لا يوجد فيه مكان
للكبرياء لأن الكبرياء تولد من عدم الإيمان لذلك نرى الكبرياء فى كل أمور
الهراطقة .
74 ‎‎متقوك يرونني فيفرحون لاني انتظرت كلامك‎.
+ أتقياء الله يبصرون بأبصار حسية أعمالى الحسنة وبعيون عقلية فضائل نفسى ويفرحون لأجل ثقتى بكلامك .
75 ‎‎قد علمت يا رب ان احكامك عدل وبالحق اذللتني‎.
76 ‎‎فلتصر رحمتك لتعزيتي حسب قولك لعبدك‎.
77 ‎‎لتأتني مراحمك فاحيا لان شريعتك هي لذّتي‎.
+ إن ضعيف الرأى وقليل الإيمان ، لا يعلم أن الله يسمح بحكم عادل بوقوع
المحن والشدائد . أما القوى الإيمان والكامل فيعرف أنها حق وواجب ، فيطلب
التعزية من رحمته التى هى كلمته – إبنه الوحيد – الذى أتى ليعزى الحزانى
حسبما وعد بلسان إشعياء النبى أنه من قبل الإبن تأتى الرأفة التى تحيى
عارفى ناموس الله أى الإنجيل المقدس معرفة عملية .
78 ‎‎ليخز المتكبرون لانهم زورا افتروا عليّ.اما انا فاناجي‎ ‎‎بوصاياك‎.
79 ‎‎ليرجع اليّ متقوك وعارفو شهاداتك‎.
80 ‎‎ليكن قلبي كاملا في فرائضك لكيلا اخزى‎
+ إن الإنسان الملازم للخطية لا يخزى ولا يستحى ولكن إذا تجنب رويدا رويدا
عنها . فينخسه ضميره ويشعر بقبح فعله فيخجل فلهذا يقول النبى : إن
المتكبرين الذين يظلموننى أزجرهم عن فعلهم حتى أنهم يخزون ويكفون عن
السيئات كليا وأما الذين يتقونك ردهم إلى ليعلمونى معرفتهم بشهاداتك وأبرىء
نفسى ويسلم قلبى من العيوب لئلا أخزى يوم الدينونة الرهيب .

[ ك : 81 – 88 ]
81 تاقت نفسي الى خلاصك.كلامك انتظرت‎.
82 ‎‎كلّت عيناي من النظر الى قولك فاقول متى تعزيني‎.
+ قال القديس أثناسيوس : إن الخلاص هو ابن الله الذى خلصنا وإليه تصبو
النفس وعليه يتكل المؤمنون . وإلى قوله ذبلت أعين الأنبياء منتظرة حضوره
وعزاءه . لأن من أجله قد كتب يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى الجامعة " إن
أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار . وهو كفارة لخطايانا ليس
لخطايانا فقط . بل لخطايا العالم أيضا " ( 1 يو 22 : 1 ، 2 ) . فهو يعزى
النتظر لمواعيده والمطلع على أقواله المكتوبة فى الكتب الإلهية .
83 ‎‎لاني قد صرت كزق في الدخان.اما فرائضك فلم انسها‎.
+ الزق : هو وعاء من جلد يغلب أن يكون من جلد المعز يجعلون فيه الماء والخمر والزيت ويعرف ( بالقربة ) .
+ ( كزق فى دخان ) أى أنه مملوء بالكمد والسواد من شدة ما أصابه . وقد
أعتاد الناس أن يستعجلوا أختمار عصير العنب بأن يضعها قرب النار فيقول ومع
أن حالتى سيئة على هذه الصورة ولكنى لم أنس فرائضك .
84 ‎كم هي ايام عبدك.متى تجري حكما على مضطهديّ‎.
+ قد رأى النبى الأضطهاد والضيق والألم الكثير فتساءل قائلا : كم هى أيام
عبدك ؟! هل سيستمر كل هذا طويلا ؟! هل حياتى ستستمر فى هذا العذاب ؟! إذا
لو كان هكذا فكم هى أيام عبدك هل ستكون طويلة فى هذا المرار ؟ متى يارب
أستريح ؟ متى يارب تنقضى هذه الأيام ؟ ومتى يأتى اليوم الذى فيه تمسح كل
دمعة من عيوننا ؟ متى يأتى اليوم الذى لا يكون فيه حزن بعد ؟ ليته يكون
قريبا يارب وفى ذلك اليوم يكون حكمك على المضطهدين بالنار المؤبدة ونستريح
منهم إلى الأبد .
85 ‎‎المتكبرون قد كروا لي حفائر.ذلك ليس حسب شريعتك‎.
86 ‎‎كل وصاياك امانة.زورا يضطهدونني.أعنّي‎.
+ إن اليهود قد اضطهدوا ربنا يسوع المسيح ورسله القديسين ، والكفار أضطهدوا
المسيحيين ولكن ليس من جهة سرقة أو فسق أو أى شىء آخر مما يوجب العقاب .
بل لأجل تكلمهم بالحق . فهذا هو فعل الزور ونفى الحق .
87 ‎‎لولا قليل لافنوني من الارض.اما انا فلم اترك وصاياك‎.
88 ‎‎حسب رحمتك احيني فاحفظ شهادات فمك‎
+ عندما تجسد ربنا يسوع المسيح صار له فما ناطقا . فإذا شهادات فم الله هى
أوامر الإنجيل المقدس المنطوق بها منه وأيضا الأنبياء والمرسلون والمعلمون
هم فم الله ، لأنهم يتكلمون بكلامه بمجاهرة .

[ ل : 89 – 96 ]
89 ‎‎ الى الابد يا رب كلمتك مثبتة في السموات‎.
+ إن كلمة الله التى هى ثابتة وغير متزعزعة ولا زائلة . أعنى حكمة أوامره
التى وضعها فى البدء على المخلوقات وهذا الأمر ظهر فى السموات – أعنى بهم
مراتب الملائكة مستمرة وثابتة على رتبها – وأما من زاغ عن كلمته الإلهية
فسقط وصار شيطانا . وأيضا الحسيات الشمس والقمر والنجوم وسائر الأجرام
السمائية ، تصنع حركتها ودورانها من غير زلل كما فرض عليها . فكلمة الله
ثابتة فى السماء إلى الأبد حسبما رتبت . وكذلك كلمته التى هى أمره ووصيته
هى ثابتة للذى يزدرى بالأرضيات ويصير سمائيا بإشراق أعماله . وأما القول
الأصح فهو أن كلمة الله الأزلية الثبتة إلى الأبد هى إبنه الوحيد ، ولكن
ليس هو كلمة ملفوظة بل مولودة منه كولادة الكلمة من العقل ولم يفارق الآب .
لهذا قد قال يوحنا الأنجيلى " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله
وكان الكلمة الله " ( يو 1 : 1 ) .
90 ‎‎الى دور فدور امانتك.اسست الارض فثبتت‎.
91 ‎‎على احكامك ثبتت اليوم لان الكل عبيدك‎.
+ إن من حق الله هو معرفته وعبادته الحقيقية التى كانت سابقا فى جيل
الأسرائيليين . ولكن لما رفضوه إنتقل الحق إلى جيل آخر – أعنى به جيل
الأميين – وعلى هذا الحق قد أسس الله الأرض . أى الأرضيين الذين آمنوا
بيسوع المسيح الإله المتأنس . مؤسسين عليه الذى هو الحق ومبنيين عليه كعلى
صخرة ثابتة .
92 ‎‎لو لم تكن شريعتك لذتي لهلكت حينئذ في مذلتي‎.
93 ‎‎الى الدهر لا انسى وصاياك لانك بها احييتني‎.
94 ‎‎لك انا فخلّصني لاني طلبت وصاياك‎.
95 ‎‎اياي انتظر الاشرار ليهلكوني.بشهاداتك افطن‎.
96 ‎‎لكل كمال رأيت حدا.اما وصيتك فواسعة جدا‎
+ + إن هذا القول كأنه صادر من الشهداء والقديسين فيقول كل منهم : فى وقت
مذلته – أى وقت العذابات والعقوبات الأليمة التى كان الكفار يعذبونهم فيها –
لو لم تكن شريعة الله لذتهم لما كانوا يحتملون تلك العذابات . بل يزيغون
عن الإيمان الحقيقى وينتقلون إلى الكفر المهلك .

[ م : 97 – 104 ]
97 كم احببت شريعتك.اليوم كله هي لهجي‎.
98 ‎‎وصيتك جعلتني احكم من اعدائي لانها الى الدهر هي لي‎.
+ الحب هو الذى يجعلنا نلهج اليوم كله فى شريعة الرب .
+ إن وصايا الله نفهمها نحن المؤمنين أكثر من اليهود لأن ربنا يسوع المسيح
أعطانا الحكمة بروح قدسه . لكى ما نفهم روح الكتاب وأما هم حرفيته لأنهم
تمسكوا بفرائض الشريعة التى فعلها كان زمانيا مثل ذبيحة الفصح وسائر السنن
التى أبطلها الله بعد حلول المرموز إليه .
99 ‎‎اكثر من كل معلّميّ تعقلت لان شهاداتك هي لهجي‎.
100 ‎‎اكثر من الشيوخ فطنت لاني حفظت وصاياك‎.
+ أراد اليهود أن يرضوا الله بسكب دماء حيوانية فقط دون أن يسكبوا قلوبهم
معها وغير عارفين ما هو رمزها فلذلك خرجوا من بيت أبيهم الإله . أب الكل ،
أما نحن فبمشورة والدتنا الكنيسة قد تزينا متجملين بالكتب الإلهية التى
كانت حليتهم وزينتهم وتوشحنا بجلد الحمل الذى ذبح من أجلنا .
101 ‎‎من كل طريق شر منعت رجلي لكي احفظ كلامك‎.
102 ‎‎عن احكامك لم امل لانك انت علّمتني‎.
103 ‎‎ما احلى قولك لحنكي احلى من العسل لفمي‎.
104 ‎‎من وصاياك اتفطن.لذلك ابغضت كل طريق كذب‎
+ إننا نحن الأممين ، قد كنا سابقا متمرغين فى العهر والفجور والشنائع
وعبادة الأصنام ( رو 1 : 29 ) ، ولكن الآن فسبيلنا أن نمنع أرجلنا عن كل
طريق خبيث ، لكى نحفظ أقوال الله ، لأن من يسلك فى سيرة خبيثة لا يحفظ
وصايا الله ، وليس هذا فقط . بل ويسقط عن الإيمان الحقيقى لأنه يرزل أقوال
الله .

[ ن : 105 – 112 ]
105 سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي‎.
106 ‎‎حلفت فأبره ان احفظ احكام برك‎.
107 ‎‎تذللت الى الغاية.يا رب احيني حسب كلامك‎.
108 ‎‎ارتض بمندوبات فمي يا رب واحكامك علمني‎.
109 ‎‎نفسي دائما في كفي.اما شريعتك فلم انسها‎.
110 ‎‎الاشرار وضعوا لي فخا.اما وصاياك فلم اضل عنها‎.
111 ‎‎ورثت شهاداتك الى الدهر لانها هي بهجة قلبي‎.
112 ‎‎عطفت قلبي لاصنع فرائضك الى الدهر الى النهاية‎
+ ما أثمن هذا التأكيد، الذي جاء على لسان المرنم! أنه يكشف شيئين جديرين
بالملاحظة: الظلمة التي تسود العالم، والصعوبات التي تعترض سبيل المؤمنين
بسبب موقف العالم البغيض منهم. الأمر الذي أشار المسيح إليه حين قال
لتلاميذه " لَوْ كُنْتُمْ مِنَ اٰلْعَالَمِ لَكَانَ اٰلْعَالَمُ يُحِبُّ
خَاصَّتَهُ. وَلٰكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اٰلْعَالَمِ، بَلْ أَنَا
اٰخْتَرْتُكُمْ مِنَ اٰلْعَالَمِ، لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ اٰلْعَالَمُ "
(الإنجيل بحسب يوحنا 15: 19)
إننا نعيش في زمن يجب فيه على المؤمن أن، يلاحظ سيره بدقة، بل يحسن به أن
يتأكد من سلامة المكان الذي يضع فيه رجله. هناك خطر من التعثر بسبب الظلام،
وهنا خطر من الوقوف، بسبب الضيقات الكثيرة التي تعترض خط السير. خطوة
خاطئة واحدة، ويعقبها السقوط فتدمير الحياة الروحية. ووقوف واحد، يكفي
لإفشال الدعوة. ولهذا أوصى الرسول بولس تيموثاوس قائلاً: " لاحِظْ نَفْسَكَ
وَاٰلتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذٰلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هٰذَا
تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَاٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضاً " (تيموثاوس الأولى
4: 16).
في الحق أن ملاحظة المؤمن سيرته وتعليمه ضرورة لحفظ نفسه ونجاحه في شهادته.
فلا بد من سقوطه إن لم تكن سيرته على وفق تعليم كلمة الله. إن أمانة
المؤمن لربه والسير وفق شريعته في البر والقداسة هي البرهان على أنه قد نال
الخلاص.
نحن لا نستطيع أن نفي فضل الله حقه من الشكر لأنه أعطانا كلمته سراجاً
لأرجلنا. ولأنه قادنا إلى الآن خطوة بعد خطوة، حتى صرنا نعرف أين نحن
تماماً. هذه الكلمة المنيرة، تتيح لنا الشركة مع إلهنا في كل وقت. إنها لنا
بمثابة عمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً، الذي يقود خطواتنا ويحفظنا
في اجتيازنا برية هذا العالم. لنذكر أن كلمته لنا هي كسراج يضيء في الليل
فيبدد حلكة الظلام من حولنا، بحيث لا تستطيع أعمال الظلمة أن تفاجئنا، أو
تتسلل إلى داخلنا.
إنها أيضاً نور لسبيلنا، خلال تجوالنا كل يوم. فهي ترسل نورها أمامنا.
متيحة لنا التقدم والسير قدماً في خدمة إلهنا. إنها تضيء سبيلنا في أبان
الظروف المتقلبة والأحوال الجديدة الصعبة. والكلمة الإلهية تحيطنا علماً
بالمخاطر الكامنة في الطريق، وتبيح لنا سر الانتصار على كل ضيقة. إنها
المرشد الأمين الذي لا يخطئ أبداً، لأنها من وحي الروح القدس الذي يرشدنا
إلى جميع الحق. فكلامه بالأنبياء يلقي أشعته على المستقبل، حتى لا يؤخذ
المؤمنون على غرة. بل يصيرهم القول النبوي عارفين كيف يفتدون الوقت. ولهم
الامتياز أن الانذارات التي تحملها كلمة الحق، لا شيء من المبالغة فيها،
وأن وعوده الأمينة تتحقق دائماً.
هل تستطيع أنت، أن تركز حياتك على وعود الله وإرشادته، قائلاً مع المرنم:"
ثَبِّتْ خَطَواتِي فِي كَلِمَتِكَ وَلا يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ "
(مزمور 119: 133)
لقد عرف المرنم أن سبيل الوصايا الإلهية هو وحده الذي يؤدي به إلى الخير
ويبعده عن الشر لهذا عاهد نفسه بقسم أن يحفظ أحكام بر الله. سائلاً الرب
الإله أن يحييه حسب كلامه الإلهي.
لقد كانت له اختبارات مرة مع الأشرار، الذين تآمروا عليه ليسقطوه. ولعله
تعثر في طرقه أحياناً، بيد أنه لم يتنكر مطلقاً لوصايا الرب. بل بالحري كان
قلبه دائماً يتحرك لصنع مشيئة الله وحفظ وصاياه. وقد عبر عن هذا القول
بأنه يحفظ شهادات الرب، لأنها بهجة قلبه.

[ س : 113 – 120 ]
113 ‎‎ المتقلبين ابغضت وشريعتك احببت‎.
114 ‎‎ستري ومجني انت.كلامك انتظرت‎.
+ إن النبى المغبوط لم يبغض أناسا مثل شاول وأبشالوم وأمثالهم بل يبغض
مخالفى الناموس أعنى بهم الأفكار والأعمال والحركات التى تقود إلى مخالفة
شريعة الله .
115 ‎‎انصرفوا عني ايها الاشرار فاحفظ وصايا الهي‎.
116 ‎‎اعضدني حسب قولك فاحيا ولا تخزني من رجائي‎.
117 ‎‎اسندني فاخلص واراعي فرائضك دائما‎.
+ إن النبى يدعو الأشرار . الأفكار الشريرة الخارجة من القلب التى تنجس
الإنسان فيزجرها ويبعدها عنه لأن وجودها يمنع عن حفظ وصايا الله . ولكن بما
أن طردها لا يقدر الإنسان عليه من غير معاضدة ومساندة الله . لذلك قال (
أسندنى ) وأعطنى الحياة الأبدية التى أرجوها وانتظرها . فلا تخزنى من رجائى
وأملى . ( أراعى فرائضك دائما ) لكى أحظى بنعمتك التى قسطها عدلك لمحبى
شريعتك . " دائما " لأن هذه النعمة يحظى بها الذين يحفظون الناس فى هذا
الدهر وفى العتيد .
118 ‎‎احتقرت كل الضالين عن فرائضك لان مكرهم باطل‎.
119 ‎‎كزغل عزلت كل اشرار الارض.لذلك احببت شهاداتك‎.
+ قال الرب يسوع " كل من يعمل الخطية فهو عبد للخطية " ( يو 8 : 34 ) .
+ لذلك فإن النبى قد تجنب أولئك الأشرار . بل قد حسبهم مثل الزغل الذى يرمى
جانبا لكى يبقى من غير نفع ولا ذو قيمة وهو ينظر بصورة عامة إلى الأشرار
جميعهم فيرى أن يعتزل مصاحبتهم لأنه يحب شريعة الرب وشهاداته . وأولئك لا
يحبونها فكيف يستطيع مسايرتهم بعد ؟!
120 ‎‎قد اقشعر لحمي من رعبك ومن احكامك جزعت‎
+ فى الترجمة السبعينية " سمر جسدى بخوفك لأنى أخاف من أحكامك " . أعنى كما
أن المسمر على الصليب لا يتحرك خوفا من الوجع . كذلك من يتفكر بما حكم به
الله على المذنبين . لا يتحرك ولا حركة ذميمة خوفا من ألم العذاب .

[ ع : 121 – 128 ]
121 ‎‎ اجريت حكما وعدلا.لا تسلمني الى ظالميّ‎.
122 ‎‎كن ضامن عبدك للخير لكيلا يظلمني المستكبرون‎.
+ إن الذى يصنع أنصافا وعدلا فلا يسلمه الله إلى الظلمة وإن سقط بأياديهم
فينجيه وأما كلمة " كن ضامن لعبدك " معنى ذلك أنتشلنى وتضمن حراستى وأعنى
على فعل الخير ، لئلا تكون حجة للمستكبرين أن يفتروا على بهتانا . وعلى هذا
المعنى أيضا قد أمرنا ربنا " أن نصلى لئلا ندخل فى تجربة " ( مت 26 : 41 )
. ولا توجد تجربة أشد من البهتان والسلب .
123 ‎‎كلت عيناي اشتياقا الى خلاصك والى كلمة برك‎.
124 ‎‎اصنع مع عبدك حسب رحمتك وفرائضك علمني‎.
125 ‎‎عبدك انا.فهمني فاعرف شهاداتك‎.
+ إن قوله عيناى قد اشتاقت إلى خلاصك . يدل عن تزايد اشتياقه ورغبته إلى
الخلاص . الذى وعد الله أن يصنعه للعالم بعدله ورحمته ، وأيضا يلتمس منه
علم حقوقه ( فرائضه ) وفهم شهاداته .
126 ‎‎انه وقت عمل للرب.قد نقضوا شريعتك‎.
127 ‎‎لاجل ذلك احببت وصاياك اكثر من الذهب والابريز‎.
128 ‎‎لاجل ذلك حسبت كل وصاياك في كل شيء مستقيمة.كل طريق كذب ابغضت‎
+ إن الأسرائيليين نقضوا شريعة الله ، لعدم قبولهم واضعها والمشار إليه
فيها " المسيح " ، وهذا هو الزمان الذى كتب عنه إشعياء النبى بقوله " فى
وقت القبول استجبتك . وفى يوم الخلاص أعنتك . فأحفظك وأجعلك عهدا للشعب
لإقامة الأرض لتمليك أملاك البرارى . قائلا للأسرى أخرجوا . وللذين فى
الظلام أظهروا " ( إش 49 : 8 ، 9 ) وهذا هو الوقت الذى كتب عنه بولس الرسول
قائلا " هوذا الآن وقت مقبول . هوذا الآن يوم خلاص " ( 2 كو 6 : 1 ) ولما
حل هذا الوقت وصارت الأمم للرب فبغضوا الذهب والفضة التى منها كانت مصنوعة
أصنامهم سابقا وأحبوا وصايا الله وفضلوها على كل نفيس وكريم تقدموا بأدائها
وبغضوا كل طريق الظلم التى كانت الخلائق تعبدها دون الخالق .

[ ف : 129 – 136 ]
129 ‎‎ عجيبة هي شهاداتك لذلك حفظتها نفسي‎.
+ إن شهادات الله عجيبة . لأننا فيها نتعلم كل ما يستوجب التعجب والحب من
أنواع الفضيلة . وكل ما يجب رفضه من أنواع الرزيلة ، وأيضا نتعلم منها
مجازاة كل منها . فلأجل ذلك ينبغى التفحص البليغ فيها مرة بعد مرة . وتتعلق
النفس بها . لأنه كلما تفحصها الإنسان واستقصاها ، يجد ذاته مقصرا عن
فهمها . ولكن عند اكتسابه علمها تزداد رغبته فى التفتيش عنها أكثر من رغبة
أبناء العالم على أموال الدنيا .
130 ‎‎فتح كلامك ينير يعقل الجهال‎.
131 ‎‎فغرت فمي ولهثت لاني الى وصاياك اشتقت‎.
+ إن بداية علم أقوالك يارب تنير وتفقه الأمميين الذين لعدم معرفتهم يدعون
جهالا ، وأيضا تنير الذين بأختيارهم أرتدوا وصاروا أطفالا مثل رسلك
القديسين وغيرهم . وكما حكمت أطفال اليهود وصبيانهم وآلهمتهم المعرفة .
بأنك مخلص أتى إلى العالم ، ومبارك بأسم الرب ، واستقبلوك بأغصان الأشجار .
كذلك أعطيتنى الحكمة لأنى فتحت ذهنى كفتح الفم واستنشقت روح قدسك كما قد
فتحت أنت عقول رسلك ليفهموا الكتب وملأتهم من نعمة الروح الإلهية . لأنى
أنا أيضا لوصاياك أشتقت .
132 ‎‎التفت اليّ وارحمني كحق محبي اسمك‎.
133 ‎‎ثبت خطواتي في كلمتك ولا يتسلط عليّ اثم‎.
+ إن المرحومين من الله هما صنفان ، أحدهما الذين كفوا عن فعل الخطية
فيرحمهم الله متغاضيا عن خطاياهم . والثانى الذين أفلحوا ونجحوا بعمل
الفضائل فهؤلاء ينظر إليهم لحسن أعمالهم ويرحمهم .
+ ( ثبت خطواتى فى كلمتك ) أى أجعل خطواتى تسير حسب كلمتك وحسب وصيتك ولا يستطيع الإثم أن يتسلط على .
134 ‎‎افدني من ظلم الانسان فاحفظ وصاياك‎.
135 ‎‎اضئ بوجهك على عبدك وعلمني فرائضك‎.
+ أفدنى من ظلم الناس أعنى من افتراءهم وأيضا من تعاليم الهراطقة . لأنهم يفترون على الإيمان الحقيقى لقولهم ما هو بخلاف الحق .
+ قال القديس أثناسيوس وثأودوروس أن وجه الآب الذى ظهر فى العالم وعلم
عبيده العدل هو الإبن الوحيد وقال أنونيموس : إن وجه الله يقال قوته
المزيلة السيئات والمانحة الصالحات .
136 ‎‎جداول مياه جرت من عيني لانهم لم يحفظوا شريعتك‎
+ هذا هو القلب الحنون الذى يتألم ويبكى على بعد الآخرين عن الله لقد صار
مثل راحيل التى ( كانت تبكى على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا
بموجودين ) ( مت 2 : 18 ) وبولس الرسول الذى كان يقول " من يعثر وأنا لا
ألتهب " ( 2 كو 11 : 29 ) وحينما تكلم عن تاركى شريعة الله " من الذين كنت
أذكرهم لكم مرارا والآن أذكرهم باكيا إذ هم أعداء صليب المسيح " ( فى 3 :
18 ) وإرميا النبى يقول " ليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهارا وليلا
قتلا بنت شعبى " ( إر 9 : 1 ) بل والمسيح نفسه الذى بكى على شعب أورشليم
تاركى شريعة الله قائلا " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة
المرسلين كم مرة أردت أن أجمع بنيك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها
ولم تريدى ... " ( لو 13 : 34 ) .

[ ص : 137 – 144 ]
137 ‎‎ بار انت يا رب واحكامك مستقيمة‎.
138 ‎‎عدلا امرت بشهاداتك وحقا الى الغاية‎.
+ فى الترجمة السبعينية " عادل أنت يارب " فهذه الآية قالها ضد الذين
يقولون أن الرب ليس بعادل وقضاياه ليست بمستقيمة . لأنه يوجد من يقول دائما
من محبى هذه الحياة الزائلة إذ يطلقون الملامة على العدالة قائلين " لماذا
بعد ما خلق الله الإنسان فيرجع ويفسده ؟ وما الفائدة فى أنه بعد ما جعله
فى الفردوس وضع له وصية أن لا يأكل من الشجرة ؟ فزعم الجاهلون أن الله احتج
حجة على آدم ليخرجه من الفردوس بواسطة الأكل من الثمرة . فالنبى ضد أولئك
يقول عادل أنت يارب وأحكامك مستقيمة وأنك لم تقضى شيئا بغير عدل . بل فى كل
حين بالعدل أمرت بأحكامك وشهاداتك وبحقك . والغيرة أهلكتنى من أجل الذين
يبدلون أحكامك العادلة إلى ما يناسب خبثهم لذلك يقول ( أهلكتنى غيرتى لأن
أعدائى نسوا كلامك ) .
13‎‎اهلكتني غيرتي لان اعدائي نسوا كلامك‎.
+ إن هذا يوافق لما كتب فى الإصحاح الثانى من بشارة يوحنا " فتذكر تلاميذه أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى " ( يو 2 : 17 ) .
+ الغيرة نوعان : ضارة وصالحة فالضارة هى التى قال عنها يعقوب الرسول "
غيرة مرة " ( يع 3 : 14 ) وهى ثمرة من ثمار الجسد الخاطىء " غيرة سخط تحزب
شقاق " ( غل 5 : 2 ) . ونهايتها إنما تميت صاحبها " الغيرة تميت الأحمق " (
أى 5 : 32 ) أما الصالحة فقد قال عنها الرب لأجل فنحاس " غار غيرتى فى
وسطهم " ( عد 25 : 11 ) أنها غيرة من أجل الخير " فإنى أغار عليكم غيرة
الله " ( 2 كو 11 : 2 ) . أنها صالحة لأن الله يحبها ويستخدمها .
140 ‎‎كلمتك ممحصة جدا وعبدك احبها‎.
141 ‎‎صغير انا وحقير.اما وصاياك فلم انسها‎.
+ إن داود النبى كان أصغر إخوته ومرزولا لأن يسى أبوه قال أنه غير لائق
حينما جاء صموئيل ليمسح ملكا من أولاده ولكن الله ينظر إلى القلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يسوع حبيبى
مصممة المنتدى
مصممة المنتدى
يسوع حبيبى


الجنس : انثى

عدد المساهمات : 576

نقاط : 1520

تاريخ التسجيل : 20/01/2012

الموقع الموقع : قلب بابا يسوع

العمل/الترفيه العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب

المزاج المزاج : معرفش بقي

تعاليق : يا جميع العذارى احببن الطهارة وكونوا سهارى
لكى تصرن بنات لامنا المختاره القديسه مريم


المزمور المائه والتاسع عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المزمور المائه والتاسع عشر   المزمور المائه والتاسع عشر Emptyالأحد مارس 25, 2012 4:38 pm

جميل جدا
ميرسي كتير ياقمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yaso3habeby.forumegypt.net
 
المزمور المائه والتاسع عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المزمور الثالث عشرلداؤود
» تفسير المزمور الثالث من سفر المزامير
» تفسير المزمور الخامس من سفر المزامير
» المزمور السابع لداؤود النبى
» المزمور الثامن لداؤود النبى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يسوع حبيبى :: منتدى الكتاب المقدس :: قيثارة داؤود ( خاص بالمزامير )-
انتقل الى: