منتديات يسوع حبيبى
سلام ونعمه
نتمنى مشاركتك معنا واخذ بركة خدمتك وتسجيلك معانا
لا تنسي عند تسجيلك بالمنتدى سوف تصلك رساله على اميل الياهو
الرجاء الدخول اليها لتفعيل الاشتراك
منتديات يسوع حبيبى
سلام ونعمه
نتمنى مشاركتك معنا واخذ بركة خدمتك وتسجيلك معانا
لا تنسي عند تسجيلك بالمنتدى سوف تصلك رساله على اميل الياهو
الرجاء الدخول اليها لتفعيل الاشتراك
منتديات يسوع حبيبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات يسوع حبيبى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا نعمد اولادنا سؤال والاجابه عليه هنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يسوع حبيبى
مصممة المنتدى
مصممة المنتدى
يسوع حبيبى


الجنس : انثى

عدد المساهمات : 576

نقاط : 1520

تاريخ التسجيل : 20/01/2012

الموقع الموقع : قلب بابا يسوع

العمل/الترفيه العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب

المزاج المزاج : معرفش بقي

تعاليق : يا جميع العذارى احببن الطهارة وكونوا سهارى
لكى تصرن بنات لامنا المختاره القديسه مريم


لماذا نعمد اولادنا سؤال والاجابه عليه هنا Empty
مُساهمةموضوع: لماذا نعمد اولادنا سؤال والاجابه عليه هنا   لماذا نعمد اولادنا سؤال والاجابه عليه هنا Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 2:50 am

ماذا نعمّد أولادنا؟

يجمع بين المسيحيين الإنجيليين عقائد عديدة مشتركة. فنحن جميعاً نؤمن بسلطة الكتاب المقدَّسة المطلقة. ونؤمن جميعاً أنَّ الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص. ومع ذلك، يكفي أن يذهب شخصٌ ما إلى الكنيسة مرة أو مرتين ليدرك عاجلاً أنَّ المسيحيين لا يتَّفقون على كل شيء.

سنعالج في هذا الدرس، واحداً من المواضيع المثيرة للجدل بين المسيحيين. وسنبحث في الأسباب التي تدفع عدداً كبيراً من المسيحيين إلى تعميد أولادهم.

ربما أنت مثلي. لقد كبرت وأنا أعتقد، أنَّ جميع المسيحيين المؤمنين بالكتاب المقدَّس يرفضون معمودية الأطفال. وأنَّ الطوائف الدينية التي تضيف التقاليد البشرية للكتاب المقدَّس، هي فقط من تمارس تعميد الأولاد. ثم، وفي مرحلة معينة من حياتي، قمت بزيارة كنيسة، يؤمن أتباعها بالإنجيل، ويعلِّمون بأمانة الكتاب المقدَّس- ولكنني أصبت بالصدمة، حين علمت أنهم يعمِّدون الأطفال أيضاً. فتساءلت، “كيف يمكن لكنيسة تبدو ملتزمة إلى حدٍّ بعيد بالكتاب المقدَّس أن تُعمّد الأطفال؟ وما هي الأسباب المحتملة التي دفعتها للقيام بهذا العمل؟”

لقد أعطينا هذا الدرس عنوان “لماذا نعمِّد أولادنا؟” وسوف ننظر في بعض الأسباب، التي تدفع المسيحيين
إلانجيليين إلى إعطاء علامة المعمودية لأولادهم. في هذا الدرس، سوف نتفحَّص ثلاثة مواضيع، لبناء القضية لصالح معمودية الأطفال: أولاً، سوف نتساءل، أيّ نوعٍ من الشعب اختارهم الله في الميثاق؟ ثانيا،ً سوف نرى كيف أصبحت المعمودية علامة لشعب ميثاق الله؟ ثالثاً، سوف نتفحَّص معنى المعمودية كعلامة الميثاق؟ بإمعاننا النظر في هذه المواضيع الثلاثة، سنتمكن من إدراك السبب الذي يدفع العديد من المسيحيين الإنجيليين إلى تعميد أولادهم.
دعونا نبدأ بالنظر إلى نوعية الشعب اللذين يدعوهم الله إليه في الميثاق.

هل لاحظت مدى الصعوبة، في أن نجعل الناس يغيِّرون طريقة تفكيرهم، بعد أن يكونوا قد آمنوا بشيءٍ ما لفترة طويلة؟ إنَّ نوعاً من الزخم العقلي يتراكم بمرور الزمن، ومن الصعب جداً كسره. من عدة نواحي، أوجد الكتاب المقدَّس زخماً عقلياً بالنسبة لمواضيع معيَّنة، بتكراره لهم بشكل متواصل. النموذج نفسه يظهر مراراً وتكراراً، ليعلِّمنا أنَّ هذه هي الطريقة، التي يريدنا الله أن نفكر ونحيا بها. عندما نبحث في هوية شعب ميثاق الله، نرى أنَّ الزخم العقلي يُبنى، بينما يُعيد الكتاب المقدَّس المنظور نفسه، مراراً وتكراراً.

بشكل عام، ميثاق الكتاب المقدَّس هو علاقة مهيبة يقيمها الله بينه وبين شعبه الذي يخدمه. ومن الشائع الكلام، عن ستة مواثيق رئيسة بين الله وشعبه في الكتاب المقدَّس: الميثاق مع: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وداود، والمسيح.

نجد وصفاً لهذه المواثيق المعقودة في عدّة أمكنة في الكتاب المقدَّس. أقام الله المواثيق العالمية مع البشرية جمعاء من خلال آدم في سفر التكوين 2 –3، وكذلك من خلال نوح في سفر التكوين 6، 8، و9. وأبعد من هذا، أقام الله المواثيق القومية خاصة مع أمة إسرائيل. وقد ثبَّت ميثاقه مع إبراهيم في سفر التكوين 15 و 17، أسرة إبراهيم كشعب الميثاق الخاص، ووعدهم بالأرض والذريَّة. أعطى الميثاق الذي أقامه الله مع موسى الشريعة لإسرائيل، خاصة في سفر الخروج 19 – 24. وقد أسس ميثاق الله مع داود سلالة دائمة تحكم على إسرائيل في 2 صموئيل 7، مزمور 89 ومزمور 132. ميثاق الكتاب المقدَّس الأخير، هو الميثاق مع المسيح، أو الميثاق الجديد الذي نجده في تعاليم العهد الجديد.

نستطيع أن نقول الشيء الكثير عن هذه المواثيق الكتابية الستة، ولكننا معنيون بشكل خاص بنوعية الناس الذين هم أحد أطراف هذا الميثاق. سوف نرى أنَّ شعب كل ميثاق يمكن أن تميّزه على الأقل ناحيتان. أولاً، يشتمل كل ميثاق على المؤمنون وغير المؤمنين على السواء. ثانياً، يتضمن كل ميثاق، البالغين وأولادهم. دعونا ننظر أولاً كيف أنَّ مواثيق الكتاب المقدَّس تشتمل على المؤمنون وغير المؤمنين.

إنَّ العديد من المسيحيين العصريين يعتقدون، أنَّ كونهم في ميثاق مع الله معناه أنهم مخلّصون. تبعاً لهذه النظرة، فإن كل مَن ولد ثانية هو في ميثاق مع الله، وكل من لم يولد ثانية ليس في ميثاقٍ مع الله. ومع ذلك، عندما نتمعَّن في الكتاب المقدَّس، نجد أنَّ هذه النظرة ليست صحيحة تماماً.

في المقام الأول، كان ميثاق الله مع آدم ونوح ميثاقاً مع الجنس البشري كله، واشتمل على المؤمنين وغير المؤمنين. يعلمنا الكتاب المقدَّس أنَّ ميثاق الله مع آدم يشملنا جميعاً، بغض النظر عن التزاماتنا العقائدية (من ناحية الإيمان). امتدَّ ميثاق الله مع نوح أيضاً، ليشمل الجنس البشري بأجمعه. سواء كنَّا مؤمنين أم لا، فإن الكائنات البشرية كلها، استفادت من العالم المستقرّ، الذي وعد الله به في أيام نوح.

ويظهر نموذج مشابه، في المواثيق ألقوميه، التي أقامها الله مع إبراهيم، وموسى وداود. ومع أنه كان هناك على الدوام مؤمنون حقيقيون في إسرائيل، فإن العديد من نسل إبراهيم وموسى وداود، رفضوا الإيمان الحقيقي، فأصبحوا تحت دينونة الله.

شمل الميثاق القومي مع إبراهيم وموسى وداود، الإسرائيليين الذين لم يتم فدائهم من خطاياهم. حصل شعب إسرائيل كله، على الكثير من الامتيازات، وتحمّل العديد من المسؤوليات، ولكن الخلاص ناله فقط، أولئك الإسرائيليون الذين وضعوا إيمانهم الشخصي، بالله لأجل الخلاص. مثلها مثل المواثيق العالمية في الكتاب المقدَّس، شملت المواثيق القومية مع إسرائيل أيضاً، المؤمنين وغير المؤمنين.

نصل الآن إلى الميثاق الجديد في المسيح. هل يصحّ التدبير نفسه في هذا الميثاق كذلك؟ وهل يشمل المؤمنين وغير المؤمنين على حدٍّ سواء؟ عندما ننظر إلى العهد الجديد، نرى أنه حتى الميثاق مع المسيح يشمل أناساً ليسوا حقاً مخلَّصين.

إنَّ جماعة الكنيسة المرئية هي أشخاص مجتمع الميثاق الجديد، وكلنا يعرف أن ليس كل عضوٍ في الكنيسة، هو تابعاً أصلياً للمسيح. تضمّ قائمة أعضاء معظم الكنائس بعض الأشخاص غير المؤمنين. وربما يكونون قد اعترفوا شفهياً بإيمانهم، وقد يزعمون أنهم أتباعٌ للمسيح، ولكن كنيسة المسيح المرئية تضم خليطاً من الناس، وفيها المؤمنون الأصليون وغير المؤمنين.

بعد أن أدركنا أنَّ الكنيسة تشمل المؤمنين وغير المؤمنين، فلا ينبغي أن يفاجئنا أن يتكلم العهد الجديد عن غير المؤمنين والمؤمنين الحقيقيين على حدٍّ سواء على أنهم في ميثاقٍ مع الله. نجد في الرسالة إلى العبرانيين فقرة ملفتة للنظر تحذّر من الابتعاد عن المسيح بسبب علاقة الميثاق هذه. في الرسالة إلى العبرانيين 26:10-27 نقرأ هذه الكلمات: “فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحقّ لا تبقى بعد ذبيحةٌ عن الخطايا بل قبول دينونةٍ مخيفٌ وغيرةُ نارٍ عتيدة أن تأكل المضادّين.” لا تتكلم هذه الفقرة عن فقدان الخلاص؛ باقي الكتاب المقدَّس يقول بوضوح، أننا لا يمكن أن نفقد خلاصنا بعد أن نكون قد حصلنا عليه. بالمقابل، تحذّر هذه الفقرة أعضاء الكنيسة اللذين لا يؤمنون إيماناً حقيقياً، من أنهم سيتعرّضون للدينونة إذا ما استمروا في اتّباع طرقهم الشريرة.

بعد هذه الفقرة بالضبط في عبرانيين 29:10-30، نجد تحذيراً آخر لأولئك اللذين هم أعضاء في الكنيسة، وفكروا في أن يبتعدوا عن المسيح: “فكم عقاباً أشرّ تظنون أنه يُحسب مستحقاً مَن داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنساً وازدرى بروح النعمة. فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أُجازي يقول الرب. وأيضاً الرب يدين شعبه.”

لنلاحظ كيف تطرح هذه الفقرة، المسألة. إنَّ من يبتعد عن المسيح سيُحكم عليه لأنه
“يحسب مستحقاً مَن داس ابن الله وحسب دم العهد الجديد الذي قُدِّس به دنساً.”
“قُدِّس” في هذا السياق، لا تعني “نال الحلاص والفداء”، بل هي تعني ببساطة أنه “فُصل عن العالم.” ولكن لنلاحظ هنا، أنه حتى الأشخاص الذين أثبتوا أنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين، قد “قُدِّسوا بدم العهد الجديد.” فهم قد فُصلوا عن العالم، وفي ميثاق مع الله. تشير هذه الفقرة إلى أنَّ الميثاق الجديد، مثله مثل مواثيق العهد القديم، يضمّ بعض غير المؤمنين.

يحاجج العديد من المسيحيين ذوي النوايا الحسنة قائلين، أنه لا يمكن أن يكون ثمة أشخاصٍ غير مؤمنين في الميثاق الجديد.

إنَّ وجهة النظر هذه تستند، على ما جاء في ارميا 31:31-34. وهي فقرة تصف الميثاق الجديد في المسيح بطرقٍ تلفت الانتباه. نقرأ في ارميا 31:31:
“ها أيام تأتي يقول الربّ وأقطع… عهداً جديداً.”
ثمَّ يتابع الله وصف هذا العهد الجديد في 33:31-34

“أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً. ولا يعلِّمون بعد كل واحدٍ صاحبه وكل واحدٍ أخاه قائلين اعرفوا الربّ لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الربّ. لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد.”
يعتقد الكثير من المسيحيين أنَّ المؤمنين الحقيقيين فقط هم في الميثاق الجديد لأن الله قال: “لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم،” وأيضاً “لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد.”

ولكن لكي نفهم هذه النبوءة بشكل صحيح، يجب أن نتذكّر أيضاً أنَّ هذه الفقرة تقول أنه في الميثاق الجديد:
“لا يعلّمون بعد كل واحدٍ صاحبه وكل واحدٍ أخاه قائلين، اعرفوا الربّ.”
بكلماتٍ أخرى، هذه الرؤية للميثاق الجديد تقول، إنه لن يكون ثمّة حاجة لمن يعلّم ولمن يكرز، ليصحح أو ليدعو إلى التوبة.

لكي نفهم بشكل صحيح تحقيق نبؤة ارميا، علينا أن نتذكر أنَّ الميثاق الجديد لم يكنْ بعد قد بلغ تمام مجده. بدأت بركات الميثاق الجديد مع قدوم المسيح الأول إلى الأرض، واستمرت إلى أيامنا هذه. ومع ذلك، فإن بركات الميثاق الجديد الكاملة التي تنبأ عنها ارميا، سوف تكتمل وتتحقق فقط عند مجيء المسيح الثاني، عند انتهاء الأزمنة. عند عودة المسيح، سيكون المؤمنون الحقيقيون فقط في الميثاق الجديد، لأنه في ذلك الحين سوف يُدين ويبعد الأشرار. ولكن الآن، علينا أن نعلِّم ونكرز “اعرفوا الربّ” في مجتمع الميثاق الجديد، لأن مجتمع الميثاق الجديد يتضمَّن أناساً لا يعرفون الربّ.

هذا التوجّه نحو مواثيق الكتاب المقدَّس، يساعدنا في فهم بعض الأمور حول معمودية الأطفال. إنَّ الإنجيليين الذين يعمِّدون أولادهم، لا يؤمنون أنَّ هذا العمل يخلِّص في الواقع أولادهم. ليس الأمر هكذا على الإطلاق. المعمودية لا تخلِّص أحداً أبداً. صحيح أنَّ الناس يصبحون داخل الميثاق مع المسيح عندما يعمَّدون باسمه، ولكن من بين جميع المعمَّدين في العالم، فإن أولئك وحدهم الذين لديهم الإيمان الأصيل والثابت بالمسيح، هم المخلَّصون. حتى الأولاد المعمَّدين يجب أن يؤمنوا شخصياً بالمسيح لكي ينالوا الخلاص.

بعد أن رأينا أنَّ كون الشخص في ميثاقٍ مع الله لا يعني أنه قد نال الخلاص، نستطيع الآن أن نرى القوة المحرِّكة العاملة بين شعب الميثاق. في كل الكتاب المقدَّس، تتوزّع مسؤوليات وامتيازات الميثاق ليس على البالغين فحسب، بل على الأولاد أيضاً.

من الطبيعي في عالمنا الحديث أن نرى الناس يبنون علاقات كأفراد فقط. في أحيانٍ كثيرة، نقيم صداقات، وندخل عقوداً قانونية، وحتى أننا نختار شركاء حياتنا، كما لو أنَّ هؤلاء الناس كانوا ببساطة أفراداً معزولين. فنحن لا نفكر بالعلاقات التي نقيمها مع عائلاتهم. وبالكاد نفكر بأولادهم وأحفادهم. بقدر شعبية أسلوب الحياة الفردية، فإن مثل هذه الفردية لا تظهر في الكتاب المقدَّس. في الواقع، تعلمنا الأسفار المقدَّسة أنَّ الله لم يُقم أبداً ميثاقاً مع البالغين دون أن يقيمه أيضاً مع أولادهم.

يوضح الكتاب المقدَّس أنَّ علاقة آدم مع الله كانت ترمي إلى أبعد من آدم إلى نسله، الجنس البشري بأكمله. نتكلم غالباً عن آدم وكأنه ممثل الميثاق. علاقته مع الله، أحضرت كل نسلهُ، إلى علاقة مع الله.

ينطبق المبدأ نفسه على ميثاق الله مع نوح. كان الله يولي اهتماماً خاصاً لأبناء نوح عندما دخل في ميثاق معه. فلنستمع إلى ما قاله الله لنوح في سفر التكوين 18:6: “ولكن أقيم عهدي معك. فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساءُ بنيك معك.” كان لأولاد نوح دور مميَّز في ميثاق الله معه.

وبطريقة مشابهة، يشمل ميثاق إبراهيم أولاده، أي شعب إسرائيل.
نقرأ في سفر التكوين 7:17 هذه الكلمات:
“وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً. لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك.”
إنَّ هذا التركيز على أولاد إبراهيم هو استمرار للنموذج المقام مع آدم ونوح. لقد أدخل الله في ميثاقه البالغين مع أولادهم.

لقد وضع ميثاق الله مع موسى أولاد الإسرائيليين نصب عينيه. ونجد هذا في مواضع شتَّى، ولكن فكّروا مليَّاً بما قاله الله في الوصية الثالثة.
نقرأ في سفر الخروج 5:20-6:
لأني أنا الربّ إلهك إلهٌ غيورٌ أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ. وأصنع إحساناً إلى ألوفٍ من محبيَّ وحافظي وصاياي.”
مرة أخرى، نرى أنَّ أولاد البالغين هم في ميثاق مع الله.

أخيراً، يشتمل الميثاق مع داود على أولاده. وعد الله بأن تكون عائلة داود هي السلالة الملكية التي تحكم إسرائيل على مدى الأجيال.

في مزمور 11:132-12 يقول الله هذه الكلمات لداود:
“أقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه. من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك. إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أعلمهم إياها فبنوهم أيضاً إلى الأبد يجلسون على كرسيك.”
امتدَّ ميثاق داود الملكي إلى ما بعد داود، إلى أولاده والأجيال القادمة.

من هذا الاستعراض السريع لمواثيق العهد القديم، نرى نموذجاً يتكرر مرة بعد ألأخرى. لقد أقام الله مواثيقه مع البالغين وأولادهم. وهؤلاء الأولاد لم يكونوا بالضرورة مخلَّصين، فما زال عليهم أن يمارسوا الإيمان الشخصي ليُخلَّصوا من الخطيئة. ومع ذلك، كان لأبناء الميثاق مكانة خاصة في عيني الله؛ كانت لهم مسؤوليات وامتيازات لم تكن لغيرهم من الناس من خارج الميثاق. وقد وعد الله بأن يورثهم بركات الميثاق إذا ما تابعوا علاقتهم به بالإيمان، وإن لم يفعلوا، فسوف يقعون تحت لعنات الميثاق.

علينا الآن أن نطرح سؤالاً آخر. هل يمتد النموذج نفسه إلى الميثاق الجديد في المسيح؟ وهل يعلّم العهد الجديد أنَّ مواثيق الله تشمل كلاً من البالغين وأولادهم؟

عندما ننظر إلى العهد الجديد على ضوء الزخم الموجود في كل ميثاق في العهد القديم، نرى أنَّ عدة فقراتٍ تشير إلى أنَّ الميثاق الجديد يشتمل على البالغين وأولادهم. أولاد المؤمنين في الميثاق الجديد، لديهم امتيازات ومسؤوليات فريدة أمام الله. سوف ننظر إلى فقرتين من الفقرات العديدة التي تبيّن أنَّ الميثاق الجديد يخصّ أولاد المؤمنين بمكانة مميّزة.

أولاً، يسجّل سفر أعمال الرسل 38:2-39 كلمات العظة التي ألقاها بطرس يوم عيد العنصرة.
قال بطرس:
“توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بعدٍ كل من يدعوه الرب ألهنا.”
في نهاية هاتين الآيتين، يعلمهم بطرس أنَّ الله سوف يدعو الكثيرين إليه ممّن لم يكونوا موجودين في أورشليم. ولكن لنلاحظ كيف تكلم بطرس عن الجمهور الماثل أمامه في ذلك اليوم. عكست أولوياته بنية مواثيق العهد القديم. فقد قال إنَّ وعد الروح القدس هو أولاً “لكم” إشارة إلى البالغين منهم الذين سيؤمنون، ثم ثانياً “لأولادكم” أي أولاد الذين كانوا سيؤمنون.

يعكس منظور بطرس نموذج ميثاق العهد القديم عن المؤمنين وأولادهم. إنَّ أولاد الشعب الواقف أمامه كانوا سيحصلون على عطية الخلاص نفسها التي حصل عليها أهلهم. لقد كانوا، ولكن ليس بالضرورة، الورثة المتوَقَّعين، لبركات الميثاق.

يظهر مثال آخر على هذا التعليم في 1 كورنثوس 14:7، حيث كتب بولس هذه العبارات: “لأن الرجل غير المؤمن مقدَّس في المرأة والمرأة غير المؤمنة مقدَّسة في الرجل. وإلاّ فأولادكم نجسون. وأمَّا الآن فهم مقدَّسون.”

لاحظ أنَّ بولس قال، إنَّ أولاد المؤمنين “مقدَّسون”. في هذا السياق، “مقدَّس” يعني “في انفصال عن العالم، ومميَّز في عيني الله.” واضح من هذه الفقرة أنَّ بولس كان يؤمن أنَّ أولاد المؤمنين لا يعاملون معاملة أولاد غير المؤمنين. فهم مشمولون في الميثاق الجديد الذي أقامه الله في المسيح.

وهكذا، نرى أنَّ الميثاق الجديد يتّبع بنية مواثيق العهد القديم، من حيث أنه يشمل كلاًّ من البالغين وأولادهم، ويعطي كلاٌّ منهما، المسؤوليات والامتيازات الخاصّة.

سواء قبلنا أم رفضنا معمودية الأطفال، فعلى جميع المؤمنين أن يدركوا أنَّ أولادهم هم في ميثاق مع الله. يعتقد الكثير من المؤمنين أنَّ هذا يدعم ممارسة معمودية الأطفال، بينما يعتقد آخرون عكس ذلك. على أية حال، علينا جميعاً أن نُقرَّ أنَّ لأولاد المؤمنين مكانة خاصة في قلب-وفي ميثاق الله. أولادنا هم عطيّة خاصة من الله، وهم الورثة المتوقعون لميثاق النعمة في المسيح. يجب أن نُبقي دائماً في أذهاننا هذه الحقيقة الثمينة، ونحن ننظر في موضوع معمودية الأطفال.

الآن، وقد رأينا كيف اشتمل شعب الميثاق دائماً على البالغين وأولادهم على حدٍّ سواء، أصبح في مقدورنا أن ننتقل إلى موضوعنا الثاني: تطوّر المعمودية كعلامة الميثاق.

عندما نريد التعرّف على أصدقاء جدد، فإنه ممّا يساعدنا في أغلب الأحيان، أن نسأل عنهم وعن قصة حياتهم. أين ولِدْتَ؟ وأين ذهبت إلى المدرسة؟ وما هي الأشياء التي قمت بها في حياتك؟ نحن نطرح هذا النوع من الأسئلة، لأن خلفياتنا هي التي تشكّلنا في نواحٍ عديدة جداً. والشيء نفسه صحيح عندما يتعلق الأمر بفهم المعمودية. من الضروري أن نرى، كيف تطورت المعمودية في مرحلة العهد الجديد، إلى علامة تدلُّ على شعب ميثاق الله.

سنقوم باستكشاف هذا التطوّر بالنظر إلى ثلاث مراحل في تاريخ المعمودية: أولاً، اغتسالات الهيكل في العهد القديم؛ ثانياً، معمودية يوحنا المعمدان؛ وثالثاً، معمودية الرسل. دعونا ننظر أولاً إلى العهد القديم والاغتسالات في الهيكل.

في أيام هيكل العهد القديم، أمر الله الإسرائيليين بتطهير أنفسهم قبل العبادة. نجد في سفري الخروج واللاويين مختلف أنواع الفساد في الحياة اليومية، وحتى أننا نجد خطايا شخصية، وكل هذا جعل الناس غير مؤهلين للاقتراب من الله في الهيكل. ونتيجة لذلك، أُمر الناس في عدة مناسبات بأن ينظّفوا أنفسهم من خلال طقوس اغتسال شعائرية. ومن خلال هذا الاغتسال، أزال شعب الله فساد العالم، وغدوا مقبولين ليمثلوا في حضرة الله في الهيكل.

خلفية الكتاب المقدس هذه تساعدنا في فهم سبب وصف بولس الرسول لمعمودية العهد الجديد بأنها رمزٌ للتطهير وقد كتب في أفسس 25:5-26
“كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدّسها مطهّراً إياها بغسل الماء بالكلمة.”
تمتد جذور معمودية العهد الجديد إلى طقوس الاغتسال في العهد القديم. فهي رمزٌ للتطهُّر الذي يمكّن شعب ميثاق الله من الاقتراب منه، دون خوفٍ من الدينونة الإلهية.

الآن وقد أصبحت هذه الخلفية للعهد القديم في أذهاننا، علينا أن ننظر إلى أول مَن مارس المعمودية في العهد الجديد: يوحنا المعمدان.
خدم يوحنا المعمدان قرب نهر الأردن ودعا شعب إسرائيل إلى أن يتوبوا ويعتمدوا. هل تسألتم يوماً لماذا قام بذلك؟ حسناً، لم يكنْ ما قام به يوحنا المعمدان جديداً تماماً. في الفترة الواقعة بين العهد القديم والجديد، كان اليهود يمارسون المعمودية أو طقوس الاغتسال بطريقتين على الأقل.

أولاً، حين اعتنق أشخاص غير يهود الديانة اليهودية، لم يكنْ الذكور يُختنون فحسب، بل كان الرجال والنساء يُعمَّدون على حدٍّ سواء، وذلك لتطهيرهم من طرقهم الوثنية. كان هذا واحداً من أهم مبررات المعمودية التي مارسها اليهود في زمن يوحنا المعمدان.

طبعاً، لم يعمِّد يوحنا المعمدان أشخاصاً غير يهود. لقد عمَّد اليهود. وبهذا، تبع يوحنا المعمدان ممارسة ثانية كان العديد من المجموعات الدينية يؤدونها. كان هناك الكثير من الفرق الدينية اليهودية الصغيرة في أيام يوحنا المعمدان، تعتبر كلٌّ منها أنها هي مَن بقي من شعب الله. كانت هذه المجموعات الراديكالية الأصلية تنظر إلى اليهود العاديين على أنهم فاسدون ونجسون. ولذلك كانوا يطلبون من أيّ يهودي يريد الانضمام لمجموعتهم أن يُعمَّد. لأن المعمودية كانت تُتيح لهؤلاء اليهود الفاسدين أن يمحوا علاقاتهم السابقة، وينضموا إلى البقية الباقية الأمينة الجديدة.

ليس من الصعب أن نرى، أنَّ هذا كان أصل معمودية يوحنا. فقد كان يهودياً مخلصاً يُعدُّ طريق المسيح بدعوته شعب إسرائيل الفاسد إلى هجر طرقه الشريرة.

نقرأ في متّى 5:3-6 أنه “حينئذٍ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن. واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم.”
وقف يوحنا على ضفة نهر الأردن وتحدَّى مواطنيه اليهود بأن يتوبوا؛ وبأن يبرهنوا على إيمانهم بالمعمودية. ومع أنهم كانوا مختونين، فقد كان يوحنا يعتقد وهو محقٌّ، أنَّ الغالبية العظمى من اليهود في أيامه، كانت بحاجة إلى المعمودية، لكي تتطهّر وتنضمّ إلى هذه المجموعة الصغيرة الباقية، من الأبرار في إسرائيل.

إنَّ الاغتسال في الهيكل في العهد القديم، ومعمودية يوحنا المعمدان لليهود يشكلان خلفية المعمودية المسيحية، ولكنهما لا يفسران تطوّرها تماماً كعلامة على ميثاق الله. ولمزيد من التوضيح، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار خدمة يسوع ورسله.

جاء يسوع إلى يوحنا المعمدان ليُقرِن نفسه بالبقية الباقية من الأبرار في إسرائيل. وكنتيجةٍ لهذا، فوّض يسوع أيضاً تلاميذه بمعمودية أتباعه. إحدى آخر الوصايا التي أعطاها المسيح هي الآية الشهيرة في متى 19:28: “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.” توقَّع يسوع من تلاميذه أن يقوموا بمعمودية شعب الميثاق الجديد الذي كان مدعواً إلى المسيح. كانت المعمودية رمزاً لتطهيرهم من مفاسد العالم.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر دائماً، أنَّ الإنجيل في السنوات الأولى من ملكوت المسيح، قد انتشر أولاً بين اليهود. هؤلاء اليهود الذين كانوا قد تلقوا الختان، علامة الميثاق في العهد القديم. ولكن يسوع طلب أيضاً إضافة علامة المعمودية إلى الختان. في البداية، كان كلٌّ من الختان والمعمودية يدلان على البقية الباقية من اليهود التي تبعت المسيَّا الحقيقي.

بينما بقيت الكنيسة المسيحية الأولى في أغلبها يهودية، فقد أُضيفت المعمودية إلى الختان. ولكن عندما بدأت الأمم غير اليهودية في اتّباع المسيح بأعدادٍ كبيرة، تطوَّر دور المعمودية حتى أبعد من ذلك. ومّما يؤسَف له، أنَّ يسوع لم يكن قد أعطى تعليمات واضحة حول ما يجب القيام به بالنسبة للمؤمنين من الأمم. ولهذا، نقرأ في سفر أعمال الرسل، الأصحاح 15، أنَّ الرسل دعوا إلى عقد اجتماع في أورشليم لتسوية هذه المسألة. وفي هذا الاجتماع، جادلوا بطرس وبولس وبرنابا، على أنه لا ينبغي فرض الختان، على الذين اعتنقوا المسيحية من الأمم، وقد حكمَ المجلس لصالحهم. وكما يقول يعقوب في سفر أعمال الرسل 19:15، “لذلك أنا أرى أن لا يثقّـل على الراجعين إلى الله من الأمم.” وبدءاً من ذلك اليوم وصاعداً، لم يعدْ الختان مطلوباً من شعب الله، وأصبحت المعمودية علامة الميثاق الوحيدة.

وهكذا نرى أنه في زمن يوحنا المعمدان ويسوع، كان الختان والمعمودية العلامتين اللتين تُعرِّفان بشعب ميثاق الله. ولكن في سفر أعمال الرسل الأصحاح 15، أعلن الرسل أنَّ الختان قد نُقِضَ، وبقيت المعمودية العلامة الوحيدة التي تدل على شعب الله.

هذا الانتقال من الختان إلى المعمودية يظهر واضحاً كل الوضوح في واحدةٍ من فقرات العهد الجديد على الأقل. فلنستمع إلى كلمات بولس في رسالته إلى أهل كولوسي 11:2-12: “وبه (بالمسيح) أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيدٍ بخلع جسمٍ خطايا البشرية بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية…” لنلاحظ أنَّ “ختان المسيح” قد تمَّ في المعمودية. علَّم بولس أنَّ المعمودية هي بديلٌ للختان في العهد الجديد.

على مدى تاريخ الكنيسة كله، اعتُبرت المعمودية كبديلٍ للختان. كلما تساءلنا عن معنى المعمودية، يجب أن نشير إلى هذه العلاقة بالختان. بالاختصار، كان الختان في ما مضى يميِّز شعب الله ويفصله عن العالم. أمَّا الآن في العهد الجديد، فإن المعمودية وليس الختان هي التي تميِّز جماعة الميثاق. وبالطبع، فإن هذا أحد الأسباب التي تدعو المسيحيين الإنجيليين إلى معمودية أولادهم. تماماً كما كان الرجال والأبناء على حدٍّ سواء يُختنون في العهد القديم، فنحن نؤمن أنه ينبغي على البالغين وأولادهم أن ينالوا المعمودية في العهد الجديد. فإن علامة الميثاق الجديد هي للمؤمنين وأولادهم.

لقد رأينا أنَّ مواثيق الله كانت تشمل دائماً البالغين وأولادهم، ورأينا كيف تطوّرت المعمودية لتصبح علامة شعب ميثاق الله. نستطيع الآن أن ننتقل إلى موضوعنا الأخير: معنى المعمودية كعلامة الميثاق.

هل لاحظت يوماً أنَّ الرمز والعلامة يمكن أن يعنيا أشياء مختلفة لأشخاصٍ مختلفين؟ عندما ينظر الجندي إلى علم بلاده، تنتابه مشاعر وطنية. ولكن عدوه ينظر إلى العلم نفسه بنظرةٍ مملؤة بالاشمئزاز. قد تنظر العروس إلى خاتم عرسها نظرة طافحة بالفرح، ولكن مرأى الخاتم نفسه قد يجلب لها الألم والحزن إذا ما توفي زوجها فجأةً. تمتلك الرموز مرونةً، تجعلها قادرة، على أن تقدِّم لنا معاني مختلفة، تبعاً لشخصيتنا ولموقعنا في الحياة.

ومثل هذا ينطبق بالنسبة لعلامة الميثاق. بمعنى أنَّ المعمودية، مثلها مثل الختان قبلاً، تعني دائماً الشيء نفسه. أيّ أنَّ شخصاً ما قد انضمَّ إلى شعب الميثاق. هذه العلاقة تضع الناس في صفٍّ واحد لتلقّي بركات ولعنات الميثاق. ولكن بمعنى آخر، المعمودية تحمل معاني مختلفة لأشخاصٍ مختلفين.

لكي نتمكن من فهم معنى المعمودية كعلامة الميثاق، سوف نتطرّق إلى نقطتين: أولاً، ماذا تعني علامة الميثاق لأولئك الذين يتلقونها بعد أن يؤمنوا (المؤمنين)، وما الذي تعنيه لأولئك الذين يتلقونها وهم أطفال قبل أن يؤمنوا (الأطفال).

لنفكّر أولاً بما عنته علامة الميثاق لأولئك الذين حصلوا عليها كمؤمنين. بما أنَّ المعمودية هي بديل الختان، فإن أفضل طريقة لمقاربة هذا الموضوع هي أن نتساءل ماذا عنى الختان لإبراهيم. كان إبراهيم أول رجلٌ قد تمَّ ختانه كعلامة على علاقته باللّه. في سفر التكوين 10:17، كلَّم الله إبراهيم قائلاً: “هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك. يُختن منكم كل ذكرٍ.” كان إبراهيم رجلاً بالغاً آمن قبل أن يتقلى الختان. ولهذا، فهو يصلح كمثال على شخصٍ آمن أولاً، ومن ثمّ تلقّى علامة الميثاق. ما الذي كانت تعنيه هذه العلامة لإبراهيم؟ ببساطة، إنَّ ختان إبراهيم عبَّر خارجياً عن الحقيقة الداخلية لإيمانه الخلاصي، والعلاقة الجديدة مع الله التي هي نتيجة إيمانه. يصف بولس ختان إبراهيم في رومية 11:4 على النحو التالي: “وأخذ (إبراهيم) علامة الختان ختماً لبرّ الإيمان…” لنلاحظ أنه بالنسبة لإبراهيم البالغ، كانت “علامة الختان” هي “ختماً لبرّه.” بكلماتٍ أخرى، هي دلالة على أنَّ إبراهيم كان قد آمن بالله وغُفرت له خطاياه.

بعد أن حلّت المعمودية مكان الختان كعلامة ميثاق اللّه، علينا أن نتوقع أن يكون لها الأهمية نفسها التي للختان حين تطبيقها على المؤمنين. عندما يعترف الرجالٌ والنساء بإيمانهم بالمسيح، فيجب أن يُعمَّدوا ليعبِّروا خارجياً عن شيءٍ حصل في داخلهم، ولكي يقيموا علاقة جديدة مع الله. في 1 بطرس 21:3، يطرح بطرس المسألة على النحو التالي: “(المعمودية هي) لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله…” بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون قبل تعميدهم، فإن علامة الميثاق هي برهان على الإيمان بالمسيح.

ويتّفق في هذا الشأن جميع المسيحيين. نحن نعلم أنَّ الختان قد استُبدل بالمعمودية. إذاً، نحن نعرف أيضاً أنه عندما يقبل رجالُ ونساء المسيح كمخلّص لهم ثم يعتمدون، فإنهم يفعلون بما قام به إبراهيم عندما خُتن وهو كبير. هم يظهرون التغيير الذي عمله الله فيهم. على هذا النحو، فإن أهميه المعمودية اليوم للمؤمنين توازي ما عناه الختان لأوائك الذين أخذوه بعد إيمانهم.

بقدر ما هو مهمّ أن نرى هذه الموازاة بين علامتي ميثاق العهد القديم والعهد الجديد، علينا أن ننظر إلى هذا الموضوع من زاوية أخرى. ماذا كان يعني الختان لأولئك الذين تلقوه وهم أطفال؟ إلى أي شيء كان يرمز لأولئك الذين لم يكونوا قد آمنوا بعد؟ ولأن المعمودية حلَّت مكان الختان كعلامة الميثاق، فإن رؤيتنا للختان من هذا المنظور بإمكانها مساعدتنا في فهم دلالة وأهمية المعمودية لأطفالنا.

من الواضح، أنَّ الختان لم يكنْ مجاهرة بالإيمان في أطفال إسرائيل. لقد كان يرمز، بدلاً من ذلك، إلى مشاركتهم في الميثاق، وذكّرهم بحاجتهم إلى الإيمان الشخصي بالله. بالنسبة للبالغين، فإن التغيير الذي كان يطرأ على داخلهم، كان يظهر في العلامة الخارجية التي كانت الختان؛ كانت العملية من الداخل إلى الخارج. ولكن بالنسبة للأطفال، فإن العكس هو الصحيح. فعلامة الختان الخارجية دعت هؤلاء الأولاد إلى التغيير الداخلي؛ كانت العملية من الخارج إلى الداخل.

بيّن النبي ارميا وجهة النظر هذه عندما تكلم عن الختان الروحي للإسرائيليين الذين اختتنوا جسدياً وهم أطفال. في ارميا 4:4 قام بهذا الإعلان للإسرائيليين في أيامه. “اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم…” إنَّ هذا التصريح يجعلنا ندرك مغزى الختان بالنسبة للأطفال. لقد كان علامة الميثاق التي ذكّرتهم بمسؤوليتهم للتوبة والإيمان لاحقاً في الحياة. طُلب إلى الإسرائيليين المختونين في أيام ارميا أن يعيشوا وفق علامة الميثاق التي يحملونها في أجسادهم. إنَّ ما كان يعنيه الختان للأولاد مختلف كثيراً عمَّا كان يعنيه للبالغين. بالنسبة لأولئك الذين أخذوا العلامة وهم صغار، فهذه العلامة قد توقعت اليوم الذي سيأتون فيه إلى الإيمان الخلاصي، حيث يختنون من الداخل.

الإنجيليون المسيحيون الذين يؤمنون بمعمودية الأطفال، يرون أنَّ هناك حالة موازية بالنسبة للأولاد في الميثاق الجديد. كما رأينا، فإن الأولاد يشاركون في الميثاق الجديد، حتى ولو لم يكونوا مؤمنين. وفضلاً عن ذلك، فقد رأينا أنَّ المعمودية حلّت محل الختان. ولهذا، تماماً كما خَتن المؤمنون في العهد القديم أولادهم ليدعونهم إلى الإيمان، فإن على المؤمنين أن يعمِّدوا أولادهم ليدعونهم إلى الإيمان.

وكما حثّ الله الإسرائيليين المختونين على ختان قلوبهم لاحقاً في الحياة، فإن الله يحث الأطفال المعمدين اليوم على أن يجعلوا من المعمودية حقيقة داخلية وذلك بإيمانهم بالمسيح. عندما يعلن أولادنا إيمانهم بالمسيح، فإن المعمودية التي سبق وأن تلقوها، يصبح لها معنى آخر بالنسبة لهم. فتغدو حينئذٍ برهاناً على إيمانهم الجديد.

بدأنا هذا الدرس بالإشارة إلى أنَّ المؤمنين المخلصين لا يتفقون على مسألة معمودية الأطفال. وقد بيّن التاريخ المسيحي أنَّ هذه العقيدة لم توضّح تماماً في الكتاب المقدس، بحيث علينا أن نتوقع أن تُرفض أو تُقبل. ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك جميعاً الأسباب التي دعت الكثير من المسيحيين لممارسة معمودية الأطفال على مدى القرون.

ترتكز هذه الممارسة بين المسيحيين الإنجيليين على أعمدة رئيسة ثلاثة: 1) حقيقة أنَّ مواثيق الله دائماً تشمل الأولاد بصفتهم ورثة الميثاق؛ 2) حقيقة أنَّ المعمودية تحل مكان الختان كعلامة الميثاق؛ 3) معنى علامة الميثاق كدعوة إلى الإيمان موجّهة إلى الأولاد الذين تلقوا المعمودية في طفولتهم.

سواءً قبلنا بوجهة النظر هذه أم لا، فإن على كل مسيحي أن يدرك أنَّ قضية معمودية الأطفال فيها الكثير من الاستحقاق. حتى عندما نختلف مع بعضنا حول هذه المسألة، نستطيع تجنب الكثير من سوء الفهم، ويحترم كلّ واحدٍ منّا الآخر، حين ندرك السبب الذي يدعو الكثير منَّا ليعمّدوا أولادهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yaso3habeby.forumegypt.net
 
لماذا نعمد اولادنا سؤال والاجابه عليه هنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال في الكتاب المقدس
» ما هي المعاني الهامّة للصوم؟ لماذا نصوم؟ هدف الصوم وفائدته.
» هل من الممكن ان نخطئ فى الابديه سؤال وهنعرف اجابته
» لماذا دعى بالكلمة
» لماذا نصوم الصوم الكبير ؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يسوع حبيبى :: منتدى الروحانيات :: اسئله مسيحيه محيرانى-
انتقل الى: