يسوع حبيبى مصممة المنتدى
الجنس :
عدد المساهمات : 576
نقاط : 1520
تاريخ التسجيل : 20/01/2012
الموقع : قلب بابا يسوع
العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
المزاج : معرفش بقي
تعاليق : يا جميع العذارى احببن الطهارة وكونوا سهارى
لكى تصرن بنات لامنا المختاره القديسه مريم
| موضوع: حياة البتوليه فى فكر الاباء الأحد فبراير 26, 2012 4:17 am | |
| البتولية في فِكْر الأباء إعداد أنطون فهمي چورچ مُقدمة تحدَّث الآباء عن ” البتولية “ كنذر إنجيلي عاشوه واختبروه ، لذلك أتت كتاباتِهِم لتفصح عن جمال عظمتها ومجدها ، مع الاهتمام بالكشف عن طبيعتها كحياة كنسية إنجيلية أصيلة . والحقيقة أنَّ عِلْم الباترولوچي يكشِف لنا إنجيلية الحياة البتولية من حيث فِكرتها واتجاهاتها وغايتها وطريقة عيشها ، على اعتبار أنها فائقة للطبيعة : سِرْ الحياة السمائية والتشبُّه بالسمائيين . وأفاضت كِتابات الآباء في وصف ومدح البتولية وفي شرح مفهومها كحياة ملائكية مُفرحة لها مُقوماتها وطريقها ليس كغاية في ذاتها إنما طريقة دخول في المَعِيَّة الإلهية . إلاَّ أنَّ مُعظم ما كُتِبْ عن البتولية إنما يقترِن بالحياة النُّسْكية التي تُؤكِد الوثائِق الأولى على تعريفها بأنها شَرِكَة آلام المسيح ، وبأنها أيقونة حيَّة للحُب الحق ودخول إلى الحياة الفِردوسية ، وبأنها إمتداد لحركة الاشتياق للاستشهاد مع المسيح ومن أجله . وفي واقع عِلْم الباترولوچي نفهم حياة النُّسْك بصفة عامة ونذر البتولية بصفة خاصَّة كحياة إنجيلية فِصْحية مجيئية وسَرَائِرِية ، تلتقي فيها النَّفْس مع عريسها الإلهي وتدخُل لتجد نفسها في حِجال المسيح الملك فتعيش حياة الفرح المخفي . لقد قدَّمت لنا كِتابات الآباء شهادة حيَّة تحوي الكثير عن البتولية كحياة ، إمَّا في كِتابات مُباشرة ، أو بالحديث العَرَضِي في عِظة أو مقال روحي أو تفسير كِتابي ... وجاءت أيضاً بعض الكِتابات ضِمن أقوال وسِيَرْ الآباء النُّسَاك . وهناك آباء اهتموا بالكِتابة عن البتولية إهتماماً خاصاً فأفردوا لها كُتُباً ذات فِكْر كَنَسي شامِل مُعطين إيَّاها نوعاً من الاستقلال ، فجاءت دَسِمَة مُتنوعة مُشبَّعة بالجانب النُّسْكي والعقيدي والدِفاعي بأبعاده السِرِية والرمزية والروحية . إنَّ هذه الدراسة التي نُقدِّمها ضِمن سلسلة أخثوس ΙΧΘΥΣ تُلبي حاجة في صفوف المُهتمين بأقوال الآباء وبالحياة التكريسية... إذ أنَّ الرجوع إلى هذه الينابيع الروحية يُوسَّع أُفقنا الروحي ويُعمِّق فِهمِنا ، فالحقيقة أننا بأمَسْ الحاجة إلى السلوك بحسب فِكْر ومنهج الآباء ، الأمر الذي يقوده ويشجعه في جيلنا المُعاصِر خليفة الآباء البابا المُكرَّم الأنبا شنوده الثَّالِث أطال الله حياته . ذلك أنَّ الكِتاب الذي بين أيدينا يحمِل مسيرة حلوة سعى إليها آباء الكنيسة سعياً حثيثاً لا يتعب ولا يفتُر بل في مجّانية الإشتياق و” الشوق إلى الله “ في معناه المُضاعف المُعاش والمُختبر ، كلِّمونا بخبرة حقيقية لا تتوقف عن المسير أبداً ، مُريدين أن يعلِّمونا الطريقة التي نسلُك فيها . ويتضمن هذا الكِتاب أقوالاً وكلِمات ذات جمال أدبي في طليعة الأدب الصوفي العالمي – فهو كِتاب كلاسيكي في الأدب النُّسْكي الأرثُوذُكسي – إلاَّ أننا نُقدِّمها في نور الروح القدس لتبلُغ بنا إلى الله ، نُقدِّمها لتكون أعمق من الكلام المكتوب ، طعاماً روحياً يُغذينا ويُحيينا ، نُقدِّمها نموذجاً وقياساً للسَّالكين في دروب التكريس لتقديم مُثُلْ السيرة البتولية ، نُقدِّمها إلى الأحياء الذين تكرَّسوا للعريس الخَتَنْ الحقيقي من رُهبان وعذارى ومُكرسين . ولا يسعني إلاَّ أن أسجُد للثَّالوث القدوس المُبارك من أجل هذا العمل المُبارك الذي تبلورت فِكرته في زيارتي الخَلَوِية لدير مارجرجس الحرف الفِردوس الأرض بلُبنان ، وهناك تأثرت كثيراً بما شاهدت ورأيت ولمست ، فلا عجب أن يكون ذلك كذلك وهم الذين قدَّموا لنا كِنوز ودُرَرْ الآباء : أُصول الحياة الروحية – السُّلَمْ إلى الله – أقوال الآباء الشيوخ ، وغيرها من الكِتابات الأبائية الدَسِمة ، التي صارت ” جسراً ناقِلاً “ وشاهداً قوياً في هذا العصر للأُرثوذُكسية الشاملة الجامعية . شُكراً لهم على ما قدَّموه وما يُقدموه من عمل ذِهني وعلى تأسيسهم لـ ” منشورات التُراث الآبائي “ من أجل التمتُّع باللاهوت الكَنَسِي الأُرثُوذُكسي . إنني أهدي هذا العمل المُتواضع إلى روح الوحدة المسكونية ، إلى الأب الجزيل الإحترام الأرشمندريت ألياس مرقسرئيس دير مارجرجس الحرف بجبل لُبنان ، وإلى الأرشمندريت أفرآم كرياكوس بدير مارِميخايِل – بسكنتا – لُبنان – راجياً لهما عُمراً مديداً . إنه الوقت المُناسِب الآن لوحدة الكنيسة الأُرثوذُكسية ، لتستعيد مكانتها ودورها اللاهوتي والخلاصي والاجتماعي ، من أجل حِفْظ التقوى وحِفْظ حضور كنائِس الشرق على المُستوى العالمي الكَنَسِي ، ذلك الحِلم الذي يُحققه الآن قداسة البابا المُعظّم الأنبا شنوده الثَّالِثلا كحقيقة نظرية بل كواقِع مُعاش ، جاعلاً من روح وفِكْر ونُسْك وحياة الآباء نمط عمل ... فليحفظه الرب في كلّ حين في كنيسته المُقدسة إلى مُنتهى الأعوام وإلى يوم المجئ . وللثَّالوث القدوس المُبارك كلّ المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد | |
|