من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يقر بها ويتركها يُرحم.

بعد أن تحمل أحدهم ضميره المُثقل بالذنب أكثر من أربعة عقود حتى غدا شيخاً، رأى أنه لا يستطيع بعد أن يبقى غير معترف بجريمة ارتكبها. و لما جيء به إلى المحاكمة، قال للقاضي: " بعدما عشت وهذا السيف مُسلط فوق رأسي أربعين سنة ونيفاً، بات لا يُحتمل البتة بسبب ثقل وطأته!" فيا له من إيضاح جلي أن المذنبية لا مفر منها. وقد قرر القاضي إبداء الرحمة، قائلاً: " إن الاتهامات بارتكاب الجريمة غير مُسوغة في هذه القضية" فيما كان الشيخ يحاول سماع كلماته بصعوبة نظراً لثقل سمعه. حقاً إن الاعتراف هو مفتاح الحل لمشكلة الشعور بالذنب. وقد توسل الرب إلى الشعب بلسان النبي إرميا، محاولاً إقناعهم بعدم أمانتهم من نواح معينة. ومرة بعد مرة أنذرهم بأنه سيدينهم لإنكارهم أنهم أخطأوا ورفضهم الرجوع إليه للتمتع برحمته( 2 : 35 )، وحثهم على الكف عن التنصل مما ارتكبوه وعلى الاعتراف بخطيتهم ( 3 : 13 ). فما حالك أنت اليوم؟ هل في حياتك شيء تكتمه؟ إن ذلك لن يُجدي نفعاً، إذ ليس في وسعك أن تغش الله، فاعترف للرب بما تكتمه، تختبر رحمته ومحبته ونعمته. الاعتراف هو المفتاح الذي يفتح باب الغفران.