أعطيتني حياة فتحت لي أُذن

فتحت لي أُذن – أعطيتني حياة



لقد أُصيب كل جنسنا – بسبب السقوط – بالصمم عن صوت الله الحلو الذي منه قوة الحياة التي نحياها في الأبد، لأننا خُلقنا على نفس ذات صورته وصرنا مثاله في صميم كياننا الإنساني الذي يعكس بهاء مجده الخاص الذي يشعه فينا، هذا الذي طفأناه ببرودة الشهوة وعفونتها التي تفيح من قبر قلبنا المظلم...


واحتياجنا الحقيقي اليوم، هو استعادة السمع لنسمع الصوت الإلهي لتسري فينا حياته وتنقشع ظلمة حياتنا ويتغير القلب ويصبح كياننا كله مقدس للرب، فنستضيء بنوره العظيم وتشع فينا قيامته ويلتهب القلب بنار محبته بروح الحياة، الروح القدس الرب المُحيي...
وصوت الله لا يُسمع في وسط صخب العالم الحاضر الشرير وانشغالات الإنسان اليومية، لذلك نجد كثيرين يحيون في الموت لأنهم لا يستمدوا قوة الحياة من الصوت الإلهي مُحيي النفس ومنقيها ومقدسها لتكون مقر سكناه الخاص، ومنارة حبه الذي ينعكس أمام العالم فيمجد الكل صلاحه ويعود إليه بالتوبة كالابن الضال الذي عاد على أبيه مرتمياً في أحضانه معترفاً بخطاياه التي فصلته عن محبته العظيمة كأب وحيد له...


فيا إخوتي لقد جاء المسيح المنتظر وقيل عنه في النبوة لكي نفهم كيف فتح أُذننا في بشريته فقد كُتب عنه [ لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد و لكن هيأت لي جسداً ] (عب 10: 5)، [ بذبيحة و تقدمة لم تسر أُذني فتحت، محرقة و ذبيحة خطية لم تطلب ] (مز 40: 6)، [ أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المُعيي بكلمة، يوقظ كل صباح يوقظ لي أُذنا لأسمع كالمتعلمين. السيد الرب فتح لي أُذناً وأنا لم أُعاند إلى الوراء لم أرتد ] (أش 50: 4 – 5)
فأُذناه المقدسة سمعت الصوت الإلهي الحقيقي لحساب إنسانيتنا، لأنه هو مع الآب في الجوهر لا يحتاج أن يسمع لأنه ينطق ويتكلم بكل ما له، فهذه يا إخوتي أو ل أُذن بشرية تستطيع أن تسمع صوت الله القدوس بجداره، وتُنادي به في كل شارع وناصية وبيت ليسمع الكل صوت الله نفسه، ولكن ببساطة وهدوء [ لأني لم أتكلم من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول ؟ وبماذا أتكلم ؟ ] (يو13: 49، 50).


فلأول مرة يتكلم شخص بتلك القوة لأن أذانه مفتوحة على الآب السماوي، وأول شخص – على وجه الإطلاق – يتكلم وكلامه ينقل كل ما للآب السماوي لنا من توبة صادقة وطهارة وقداسة وحياة أبدية ونقاوة قوية [ أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به ] (يوحنا15: 3)
+ والآن ليس لنا إلا أن نطلب منه أن يعطينا هذا الانفتاح السري على الله بالنعمة الممنوحة منه:
[ الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله و السامعون يحيون ] (يو 5: 25)
[ وجاءوا إليه بأصم أعقد، وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية، ووضع أصابعه في أُذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأَنَّ و قال له افثا أي انفتح. وللوقت انفتحت أُذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما... و بهتوا إلى الغاية قائلين: أنه عمل كل شيء حسناً جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون ] (مر7: 2 – 35، 37)
[ فأخرج الجمع خارجاً وأمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي ] (لو 8: 54)
ومن يطلب عن احتياج وبصدق قلبه وإصرار، يفتح الرب أُذناه فينفتح على الحياة الأبدية ويسمع الصوت المُحيي فينهض بقوة الرب ويعكس بالتالي بهاء مجده في أناء هيكله الضعيف، فيتقوى في الرب وفي شدة قوته ويحيا ملكوت الله منذ الآن وإلى الأبد آمين