العنف ضد المراه واثاره وتوابعه

المرأة التي تتعرض للعنف المتكرر تصبح شخصية مضطربة, وتفقد الإحساس بالأمان, وينتابها شعور بصغر النفس وإنعدام القيمة والقدرات الذاتية لها كإنسانة, وتصبح غير قادرة على إتخاذ القرارات أو التصرف الصحيح في كل المواقف, ويتبع ذلك تدهور في دورها ووظيفتها الإجتماعية والأسرية, وعدم قدرتها على تربية الأطفال بشكل تربوي سليم.
أما في حالات العنف الشديد والشاذ فإن المرأة تكون عرضة للعديد من المشاكل الصحية والنفسية مثل الإصابات والإجهاض والإكتئاب وإضطرابات الإجهاد التي تلي الرضوخ, ومشاكل النوم ووالضيق والإنفعال والإضطرابات الهضمية, وقد يتشبب العنف المفرط أيضاً إلى الوفاه نتيجة جرائم الشرف (التي يرتكبها أفراد أسرتها) والإنتحار وغيرها.
لكن الآثار قد تمتد إلى كيان الأسرة ذاته, لأن شيوع العنف من الرجل ضد المرأة يجعل أفراد الأسرة أيضاً يشعرون بعدم الأمان, فالأطفال هم الأكثر تأثراً لأن الطفل في السنوات الأولى من حياته يتعلم الكثير من الخبرات السلوكية الإجتماعية التي تساععده على النمو السليم والتكيف مع نفسه ومع مجتمعه. فإذا كان الطفل يعيش في جو أسري مضطرب يقوم على الخوف وعلى إنعدام الأمن, فإنه يتعرض للإضطراب النفسي والإجتماعي وقد يؤدي ذلك إلى إنحرافه مستقبلاً.