مفاجآت ساويرس.. من السياسة إلي الاقتصاد صفقة بيع أسهم موبينيل تضيف ملياري دولار للاحتياطي النقدي المصري

مفاجآت ساويرس.. من السياسة إلي الاقتصاد صفقة بيع أسهم موبينيل تضيف ملياري دولار للاحتياطي النقدي المصري



السبت 18 فبراير 2012

مفاجآت رجل الأعمال الأشهر ساويرس انتقلت من السياسة إلي الاقتصاد فقد فاجأ ساويرس سوق الأوراق المالية بصفة عامة ومساهمي الشركة المصرية لخدمات المحمول "موبينيل" بصفة خاصة- بإبرام صفقة لبيع 29% من اسهمه في موبينيل شركة الاتصالات الفرنسية فرانس تليكوم "شريكته الحالية في شركة موبينيل للاتصالات" الشركة الأم التي تمتلك 51% في المصرية لخدمات المحمول وتقدر قيمة الصفقة التي تنتظر موافقة هيئة الرقابة المالية لاتمامها نحو 8.11 مليار جنيه بما يعادل نحو ملياري دولار يبلغ نصيب "ساويرس" 6 مليارات جنيه فيما يبلغ نصيب مالكي الاسهم المتداولة في السوق نحو 8.5 مليار جنيه.



أسباب الصفقة

المفاجأة هذه المرة أن الصفقة التي تعد الخامسة من نوعها خلال عامين حددت سعر السهم بنحو 33 دولارا بما يعادل 5.202 جنيه في حين رفض ساويرس قبل عامين عرضا من ذات الشركة بسعر 245 جنيها للسهم. وشن ساويرس حملة ضارية ضد هيئة الرقابة المالية التي وافقت علي عرض الشراء الاجباري المقدم لها من جانب "فرانس تليكوم" ونقل النزاع إلي ساحة القضاء مبديا تمسكه بالشركة ورافعا راية صغار المساهمين وحكم القضاء الاداري لصالحه وأسدل الستار علي الصفقة رقم 4 لعدم عدالة السعر "245 جنيها" لصغار المساهمين واستقبل ساويرس الحكم بالدموع مؤكدا علي احتفاظه باسهم الشركة.
أسباب اقتصادية وربما سياسية دفعت ساويرس إلي ابتلاع دموعه ليقرر بيع غالبية حصته في موبينيل بسعر 5.202 بما يقل بنحو 5.42 جنيه عن قيمة السهم في الصفقة الأخيرة وبينما وجدت الصفقة قبولا من جانب المؤسسات والصناديق التي تمثل الجانب الأكبر من مساهمي موبينيل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. رفض صغار المستثمرين الصفقة واعلنوا تمسكهم بسعر الصفقة السابقة "245 جنيها" وهذه المرة كان المستثمرون هم من لجأوا للقضاء ليرفع أحدهم دعوي أمام القضاء الاداري لوقف الصفقة التي تضر بمصالح صغار المساهمين بحسب ما تؤكد الدعوي التي يبدأ نظرها يوم 5 مارس القادم أي بعد أيام قليلة من اجتماع الجمعية العامة لشركة أوراسكوم التي تعقد في بداية مارس لاقرار الصفقة. فيما طالبت هيئة الرقابة المالية أوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا بالافصاح عن سبب قبولها الصفقة بهذا السعر في حين رفضت الصفقة الأخيرة كما طالبت أطراف الصفقة بضرورة الافصاح عن كافة تفاصيل عقد اتفاق البيع ومدي تأثيرها علي مستقبل اوراسكوم ومساهميها وقد حرصت الشركة أن تؤكد علي لسان العضو المنتدب لها خالد بشارة علي أن الصفقة ستجنب شركتي فرانس تليكوم واوراسكوم تجدد النزاع بينهما والذي قد يفقد مساهمي "موبينيل" خيار البيع الموجود في عقد الشراكة الحالي. والتسبب في خسارة المساهمين وقال ان شركة موبينيل ستظل مقيدة بالبورصة المصرية وفقا لشروط الصفقة كما تحتفظ أوراسكوم بحصتها التصويتية في مجلس الإدارة وبنفس عدد الأعضاء الحاليين كما تحتفظ بالعلامة التجارية للشركة.


آثار إيجابية

وعلي النقيض من موقف صغار المساهمين يري خبراء سوق الأوراق المالية أن الصفقة المرتقبة لها آثارها الإيجابية علي الاقتصاد بصفة عامة وسوق الأوراق المالية علي وجه الخصوص ويقول وائل عنبة العضو المنتدب لشركة قرطبة لتداول الأوراق المالية إن الصفقة لها مردود ايجابي علي السوق يتمثل في اضافة نحو 2 مليار جنيه قيمة الصفقة الي احتياطي النقد الاجنبي بالبنك المركزي خلال فترة لا تتجاوز شهرين من الآن فضلا عن ضخ جانب كبير من قيمة بيع أسهم الاقلية "8.5 مليار جنيه" في السوق مرة أخري من خلال الدخول في اسهم جديدة بدلا من اسهم موبينيل التي تخرج من السوق وتقدر بنحو 30 مليون سهم إلي جانب توزيع جزء من قيمة حصة اوراسكوم تليكوم في شكل كوبون ارباح علي المساهمين وهو ما يعود للسوق مرة أخري في شكل سيولة جديدة يحتاجها السوق بالفعل في ظل الظروف الحالية ويشير "عنبة" إلي أن السوق المصري" حقق أعلي ارتفاع بين أسواق العالم منذ بداية العام الحالي وحتي الآن في حين كان الأكثر انخفاضا العام الماضي.
"معظم حملة الأسهم من الصناديق والمؤسسات المالية وافقت علي البيع بسعر الصفقة الحالي والذي يمثل ضعف قيمة السهم منذ نحو اسبوع" يقول وائل عنبة إن جانبا من صغار المساهمين يتحفظون علي الصفقة لانها اضاعت عليهم سعرا أفضل قبل عامين وحلا لهذه المشكلة يقترح "عنبة" أن يتضمن عرض الشراء الذي تتقدم به شركة فرانس تيليكوم خيارا لصغار المساهمين ببيع اسهمهم بسعر 220 جنيها قبل نوفمبر المقبل أو 245 جنيها قبيل نوفمير 2013 كما كان ينص اتفاق الشراكة بين الشركتين الفرنسية والمصرية.
وبينما يري "عنبة" ان الأوضاع السياسية والاقتصادية بل والدينية متمثلة في قضية ازدراء الاديان الموجهة له ربما تكون وراء قرار ساويرس بالتعجيل ببيع اسهمه في موبينيل مضحيا بخيار البيع في نوفمبر 2013 بسعر 245 للسهم إلا انه لا يري عيبا في ذلك حيث إن ظروف السوق الحالية تختلف تماما عما كان عليه الحال قبل عامين لافتا إلي أن صفقة "أوليمبيك جروب" هي الأخري انخفضت قيمتها بنحو 13% عما كانت عليه قبل الثورة بسبب الظرف الاقتصادي.
ويبرر "عنبة" احتفاظ ساويرس بنسبة 5% من اسهمه في الشركة بأن هذه النسبة تتيح له التقدم لاي شبكة خارجية لان من بين شروط التقدم لمثل هذه الشبكات ان تكون مساهما في شبكة محلية مشيرا إلي أن ساويرس ينوي استثمار جزء من حصيلة البيع في الشبكة الليبية والسورية بعد سقوط نظام بشار.
يتحفظ "عنبة" علي تحركات سهمي اوراسكوم تليكوم وموبينيل قبيل الاعلان عن الصفقة بنحو اسبوعين مشيرا الي وجود شبهة استغلال معلومات داخلية حول الصفقة أدت إلي استفادة البعض ومطالبا هيئة الرقابة المالية بفحص هذه التعاملات.


العرض سليم من الناحية القانونية


يؤكد الدكتور هاني سري الدين رئيس معهد الشرق الأوسط للقانون والتنمية ورئيس هيئة سوق المال الأسبق أن العرض سليم من الناحية القانونية فليس هناك التزام علي أطراف الصفقة بالتقيد بسعر السهم في صفقة سابقة طالما أن العرض الجديد تم تقديمه خلال 12 شهرًا من العرض السابق وفيما يشير سري الدين إلي أن تغير ظروف السوق وانخفاض قيمة السهم بشكل كبير خلال الفترة الماضية وراء تغيير سعر الصفقة الجديدة يشدد علي ضرورة التأكد من أن العقد لا يتضمن استفادة خاصة مباشرة أو غير مباشرة لشركة اوراسكوم وعدم وجود أي تمييز بين الشركة وحملة الأسهم.


رسالة للمستثمرين


يرصد سامح عرايس رئيس قسم التحليل بشركة بايونيرز- تأثير الصفقة علي السوق قبيل تنفيذها مشيرا إلي ارتفاع قياسي لمؤشر البورصة إلي جانب زيادة احجام التداول بشكل كبير ويري عرايس أن سعر السهم في الصفقة والذي يزيد كثيرا عن سعر البورصة- يؤكد أن أسهم الشركات المصرية الحالية غير عادلة ومقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.
كما أن إقبال شركة عالمية مثل فرانس تليكوم علي السوق المصري في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية يمثل رسالة للمستثمرين الأجانب تؤكد أن المستقبل واعد أمام الاقتصاد المصري.
ويؤيد "عرايس" حق صغار المساهمين المصريين علي طلب اعادة التفاوض مع اطراف الصفقة حول قيمة السهم في ضوء السعر الذي كان معروضا من جانب الشركة الفرنسية قبل عامين وهو 245 جنيها للسهم وتوقع ان يشهد السوق خلال الفترة المقبلة انتعاشة ملحوظة علي خلفية الصفقة مشيرا الي أن السوق حقق ارتفاعا بلغ نحو 40% منذ بداية العام وحتي الآن ومن المنتظر أن يحقق 100% بنهاية العام الحالي.


كل وقت وله أذان


"كل وقت وله أذان وكل فترة ولها ظروفها" ترد عنايات النجار استشاري أسواق المال علي من يرون أن سعر الصفقة غير مقبول لأنه يقل عن السعر السابق مشيرة إلي حدوث متغيرات كثيرة خلال الفترة الماضية ولابد من التعايش مع هذه المتغيرات التي أدت إلي تراجع أسعار غالبية الأسهم في السوق ومن بينها سهم موبينيل.
وتري النجار أن تنفيذ الصفقة يتيح سيولة كبيرة في السوق ويزيد من حجم التداول ولا تتفق مع من يقولون بوجود أسباب سياسية وراء الصفقة. مؤكدة أن العوامل الاقتصادية وحدها ونقص السيولة المالية هو ما دفع ساويرس لاتمام الصفقة في الوقت الحالي.
"عيسي فتحي" نائب رئيس شعبة الأوراق المالية يري بدوره أن الآثار الايجابية للصفقة تفوق أي آثار سلبية لها مشيرا إلي حاجة السوق الشديدة لدخول سيولةپجديدة.
قال فتحي إن احياء الصفقة أشاع جوا من التفاؤل في السوق خاصة مع اعتراف الشركات الدولية بأن قيمة الأصول المصرية تتجاوز القيمة المتداولة حاليا وتوقع عيسي أن يشهد السوق صعودا جديدا خلال الأيام القادمة تتخلله موجات من جني الأرباح.
وبينما تتأهب شركة فرانس تليكوم للتقدم بعرض شراء إجباري لشراء حتي 100% من أسهم موبينيل وفقا لقانون سوق الأوراق المالية لاتاحة الفرصة لصغار المساهمين للبيع بنفس سعر الصفقة.. تتوقع مصادر بالسوق أن تقوم هيئة الرقابة المالية بدراسة متأنية ودقيقة لعرض الشراء وقد ترفض الهيئة العرض في حالة عدم اقتناعها بمبررات شركة أوراسكوم لقبولها العرض الحالي بعد رفضها قبل عامين عرضا أفضل وأكثر عدالة لصغار المساهمين. ومن المنتظر أن تكشف الأسابيع القليلة المقبلة عن تطورات درامية في الصفقة خاصة بعد وصولها للقضاء الاداري ليتبادل
المساهمون الأدوار مع "ساويرس" في صفقة
2010


المســـــــــــاء